قال أحمد الشحات، الداعية السلفى، إن جماعة الإخوان تجمع فى مواقفها بين المتناقضات الفجة، ولكن ليس هذا فقط هو جوهر انحرافهم المنهجى، ولكن مشكلتهم الكبرى أنهم ينطلقون فى حُكمهم على الأشخاص والكيانات والدول والأفعال التى تصدر منهم من خلال رأيهم وموقفهم، بعيدًا عن ضوابط الشرع وثوابته، وبعيدًا عن القيم والمبادئ كذلك، ثم تأتى المشكلة الثالثة فى شرعنة موقفهم وإضفاء نوع من القداسة عليه، فى مقابل تخوين مواقف كل من خالفهم بأى درجة من الدرجات، ومن ثم يكون موقفهم هو الصحيح من كل جوانبه الشرعية والسياسية والواقعية طالما اعتمدوه وتبنوه، فى الوقت الذى يطعنون ويكفرون من يتخذ موقفًا مشابهًا لموقفهم لكنه ليس حليفًا لهم ولا متعاونًا معهم.
وأضاف فى تدوينة مطوله تداولتها صفحات حزب النور أن الإخوان مارسوا التزوير فى الانتخابات بكل وسائله العفنة بعد 25 يناير، ولكن هذه المرة كان ضحية هذا التزوير هو حزب النور قائلا :"ولا أنسى ما كانوا يفعلونه من خداع لبسطاء الناس ممن جاءوا إلى اللجان الانتخابية ليعطوا أصواتهم لحزب النور، فيقولون لهم حزب النور رمز الميزان، بينما كان رمز الميزان هو رمز قائمة الإخوان وليس حزب النور، وهذا الأمر كان سمة عامة عند كل أتباعهم كأنه اتفاق بينهم، فضلًا عن عدم التورع عن الأعمال غير النظيفة من شراء الأصوات واللعب فى الصناديق والتحالفات المشبوهة وخيانة العهود والاتفاقيات، وكانت تجرى أمام أعيننا جهارًا نهارًا، وكان الأعجب من التزوير نفسه، هو تسميته بالتزوير المقدس".
وتابع أن منهج الإخوان صدامى تكفيرى يبلغ أقصى درجات العنف والإرهاب والصدام، وعليك فى كل قرار تتخذه الجماعة أن تكون مباركًا مهللًا له، وإلا كانت التهم جاهزة لك ولن يتورعوا عن اغتيالك معنويًا والتضحية بك حرفيًا، ومن منهجهم السكوت على منكرات وتجاوزات الأنظمة الموالية لهم، والبحث عن مسوغات وتبريرات مهما كانت هشة أو واهية، بينما على الطرف الآخر هناك تضخيم وتكلف فى تشويه الأنظمة غير الموالية لهم، مهما كانت جيدة، ويصل الأمر إلى اختلاق الأكاذيب ونشر الأباطيل.
وتابع أنه مثال على ذلك موقفهم من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فتركيا تبيح البغاء وتتكسب الدولة من الضرائب المفروضة على البغايا، وفى عام 2013 أصدرت المحكمة الدستورية التركية قرارًا يسمح للمثليين بالبحث عن زبائن فى الشوارع والطرقات، وخلال حملته الانتخابية تعهد أردوغان بحماية حقوق المثليين جنسيًا، وفى عهده شهدت تركيا مسابقة اختيار ملكة جمال المثليين جنسيًا، كما تم إصدار أول مجلة للمثليين، وعقد أول حفل قران لزواج أول شابين مثليين، فى تاريخ تركيا، ومع ذلك يعتبرون أردوغان هو خليفة المسلمين، ونفس الأمر ينطبق على تصريحات راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة الإخوانية فى تونس بشأن المثليين حيث قال: - "من واجب المشرع إيجاد حل لهذه الفئة المهمشة، فالمثلى إنسان ومواطن بدرجة أولى ومن الواجب أن توضع قوانين تحميه وتنظم علاقاته الجنسية التى تبدو للكثيرين غير منطقية ولكنها موجودة ويجب أن نتأقلم معها".
وأوضح أن من منهجهم المعروف فى ذلك التغير المفاجئ فى تصنيف الأنظمة أو القائمين عليها، والانتقال فى ذلك من النقيض إلى النقيض بلا مبررات مقنعة، وبدون أدلة ظاهرة، سوى الخلاف السياسى فقط، مما يشكك فى مصداقية ما يدعونه من مناصرة الشريعة.
وتابع فى حديثه: إلى إخوان العالم، لا تحدثونا عن الخيانة مرة أخرى، فلقد قمتم عبر ممثليكم فى هذه الدول بالوقوع فى أكبر خيانة بالتطبيع مع الدولة الصهيونية اللقيطة، وأنتم الآن بين واقع فى التطبيع كما فى المغرب وتونس، أو مدافع عنه بتبجح وغرور، وبين صامت. أما خليفة الزمان وأرطغرل العصر ومحرر الشعوب من الاستبداد "أردوغان" فيأتى على رأس المطبعين متجاوزا مرحلة التطبيع إلى السوبر تطبيع، وطبعا لا عزاء للمغيبين والمغفلين والمخدوعين الذين ما زالوا يرون أن "الإخوان أمل الأمة، ولقد صدع الإخوان رؤوسنا لسنوات بحلم التغيير من القمة، وأنهم متى وصلوا لرأس السلطة سيغيرون كل شيء، فإذا بهم يبيعون دينهم ويخونون قضيتهم ويطبِّعون مع الأعداء ويتحالفون مع الخصوم، فها هو الخليفة المزعوم لم يغلق عبر سنوات بيت دعارة واحد، ولم يحرك ساكنا تجاه الشواذ الذين يملئون بمظاهراتهم شوارع إسطنبول، أما فى مصر فحدث ولا حرج عن الخيانة الإخوانية لقضايا الدين والأمة خلال عام واحد.