أصدرت وحدة الأبحاث والدراسات بالتحالف المصري للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم، تقريراً بعنوان " جرائم الحوثيين في اليمن 2020 "، رصد التقرير كيف يشكل تنظيم مليشيات الحوثي خطراً على حقوق الانسان فى اليمن والدول المجاورة جراء ما تقوم به من استخدام للعنف والارهاب بما يتنافى مع القواعد الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
وجاء فى التقرير، أن القرار الامريكى الأخير باعتبار جماعة الحوثي جماعة ارهابية، قد جاء متأخراً نحو تجريم أفعال التنظيم الذى تسبب فى سقوط مئات الضحايا فى اليمن والتى تسببت هجماته الصاروخية على السعودية فى خسائر مادية عديدة وتهديد منطقة الخليج العربى بأعمال العنف والقرصنة ضد السفن العابرة وهو ما أثر على عملية التجارة والاقتصاد القائم على الملاحة البحرية .
وأكد التقرير، أن ذلك يعد انتهاكاً متواصلاً لاتفاقية روما الموقّعة بتاريخ 10/03/1999حول قمع الأعمال غير المشروعة ضد سلامة الملاحة البحرية والسفن، مشيرا الى أن اقدام المليشيا على تفجير مطار عدن، جنوبي اليمن، الذي أسفر عن سقوط 135 قتيلاً وجريحاً من المدنيين والصحفيين وموظفي الصليب الأحمر الدولي ولاقى إدانات دولية عديدة ، يشكل انتهاكا خطيرا تمارسه الجماعة ضد-اتفاقية مونتريال المبرمة بتاريخ 23/09/1971 حول قمع الأعمال غير المشروعة الموجّهة ضد سلامة الطيران المدني و بروتوكول مونتريال بتاريخ 24/02/1988 الخاص بقمع أعمال العنف غير المشروع في المطارات التي تستخدم الطائرات المدنية.
وناقش التقرير عددا من المحاور كان من أهمها ما يلى، من هم الحوثيون؟، وجاء بالتقرير أن جماعة الحوثيون هم "جماعة دينية شيعية تقوم علی ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثني عشرية علی غرار النموذح الإيراني"، موضحا أن دراسة إيرانية حكومية منشورة في مجلة " دراسات السياسية الخارجية لطهران" جاء بها أن ”طهران تلعب دوراً في دعم الشعب اليمني سياسيا“، ومن ذلك استضافة وفود حوثية بشكل رسمي، حيث عقدت هذه الوفود لقاءات مع كبار المسؤولين حتى مع المرشد الأعلى، وكذلك افتتاح مكتب للحوثيين في طهران، بالتزامن مع إرسال سفير إيراني إلى اليمن.
ولفت التقرير الانتباه أيضاً إلى أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر بفضل علاقتها بدولة إيران التى تعتبر المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة بالإضافة إلى استيلائهم على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني .
ولفت التقرير، إلى أن الحوثيين عملوا على تجنيد الأطفال والمراهقين والزج بهم في أتون المعارك، حيث زادت أعداد الأطفال المجندين في صفوف الحوثى بشكل مضطرد حسبما جاء بإحصائيات الحكومة اليمنية التي أشارت الى وجود 23 ألف طفل مجند من قبل مليشيا الحوثي، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية 2018، معظمهم من مدن صنعاء وذمار وعمران والمحويت وحجة، وتم توزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر في العمليات القتالية، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل.
وأوضح التقرير، أن الحوثيين ينتهجون نهجاً سياسياً رافضاً لأى حلول للأزمة اليمنية وأنهم كانوا السبب المباشر فى فشل محادثات جنيف للسلام سبتمبر 2018، حيث تغيب وفد الحوثيين عن الحضور الى جنيف بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء، مؤكدا أنهم مارسوا كل أنواع الجرائم الإرهابية من قتل وخطف وتعذيب وتشريد لآلاف اليمنيين، حيث جاء وفق إحصاءات رسمية يمنية أن ميليشيات الحوثي فجرت 898 منزلاً وممتلكاً خاصاً ومنشأة عامة بينها 753 منزلاً سكنياً و45 مسجداً وداراً للقرآن و36 مدرسة ومرفقاً تعليمياً وحولت 160 مسجداً إلى ثكنات عسكرية واستراحات لعناصرها، كما أنها على المستوى الخارجي قد واصلت أعمالها الإرهابية والإجرامية التي مثلت تهديداً لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل، بل وأيضاً للأمن العالمي من خلال تهديد حركة الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وتهديد تجارة النفط العالمية والمنشآت النفطية السعودية.
الجرائم الإرهابية التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي فى اليمن عام 2020
وأشار التقرير الصادر عن التحالف المصري للتنمية وحقوق الانسان، إلى أن انتهاكات الحوثيين قد تزايدت ضد الشعب اليمنى خلال عام 2020 ، حيث وصلت الموثقة منها إلى أكثر من 2914 انتهاكاً، منها قتل 64 طفلاً برصاص القناصة الحوثيين، وقرابة 267 شخصاً ضحايا ألغام أرضية وعبوات ناسفة، و718 اعتقالا تعسفياً وإخفاءً قسرياً، فى حين توسعت فى استهداف المنشآت المدنية سواءا كانت خاصة أو عامة بشكل ملحوظ فقد تم رصد تدمير ميليشيات الحوثى ل 708 مبانى ومنشأة، منها تدمير كلى لنحو 18 مدرسة .
كما أوضح التقرير، أن ميليشيات الحوثي اختتمت عام 2020 باستهدافها لعدة منشآت مدنية بمدينة تعز وحدها خلال شهر ديسمبر وصلت لنحو 55 انتهاكا ما بين ممتلكات عامة وخاصة كان أبرزها قصف معهد المعلمين ومستشفى الصفوة العامة والنادى الأهلى ، بخلاف 52 انتهاكاً ضد ممتلكات خاصة نتج عنها تدمير كامل لنحو 8 منازل نتيجة القصف بالأسلحة المتوسطة و الثقيلة و تفجير 14 منزلا عن طريق زرع متجرات بشكل مباشر.