أكد محمد الحمادى رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية وعضو اتحاد الصحفيين العرب عن دولة الإمارات أن مصر تقوم بدور عظيم في احتضان الاتحاد العام للصحفيين العرب منذ تأسيسه عام 1964 ، وأنه لم يكن ليستمر لولا ذلك قائلا "الدور المصري مهم ومفيد جدا والاتحاد يحتاجه والدعم المصري له مستمر حتى إذا كانت رئاسته من خارجها، معربا عن شكره وتقديره لمصر كدولة ونقابة وصحفيين.
وشدد الحمادي، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على ضرورة أن يتخذ الاتحاد العام للصحفيين العرب خطوة إلى الأمام من حيث التطوير، بحيث يصبح في مستوى طموح النقابات والصحفيين في العالم العربي.
كما رأى الحمادي الذي يشغل أيضا منصب رئيس تحرير صحيفة "الرؤية" ، أن مهنة الصحافة تواجه تحديات كثيرة؛ منها ما هو مشترك في كثير من الدول، فالوسائل الإعلامية أصبحت لا تحقق الربح الكافي لاستمرارها، وهناك أدوات كثيرة أصبحت منافسة لها، الأمر الذي يحتم التغيير وتطوير المحتوى، لافتا إلى أنه يجب على الإعلام أن يكون لديه القدرة على البقاء والحياة، فتاريخ الإعلام والصحافة مليء بالتحديات المستمرة، وتراجع دور الإعلام التقليدي لم يكن أول التحديات التي تواجه الصحافة، لكنها أول التحديات التي تواجه الجيل الحالي من الصحفيين وكل ما عليهم أن يواصلوا عملهم دون توقف.
وبسؤاله عن كيفية الموازنة بين الحرية والمسئولية فيما يتعلق بحرية الصحافة؛ أكد الحمادي أن الحرية هي "أكسجين الصحافة"، بحسب تعبيره ، وأن هذه المهنة تحتاج إلى التحرر في الفكر حتى تستطيع أن تمارس دورها، لكنه أشار إلى أن الحرية ليست مطلقة فهي تخضع لضوابط حتى في أكبر الديمقراطيات، وأنه يجب أن يكون للصحافة والإعلام هامشا من الحرية المسئولة التي تخدم المجتمع والمواطن وتساعد الحكومات على القيام بدورها، فالإعلام كسلطة رابعة كما يقال عنه ليس هدفه الإساءة والتدمير حتى عندما ينتقد لأنه ليست هناك حكومة كاملة بلا أخطاء، كما أن بالمجتمع مشكلات كثيرة ولابد من عرضها بدون حرج وخوف.
وعن رؤيته لتطوير الاتحاد العام للصحفيين العرب بصفته ينتمي إلى جيل الشباب من رؤساء النقابات العربية؛ قال الحمادي إنه يثمن عاليا جهد الأساتذة الكبار من قيادات اتحاد الصحفيين العرب الذي أسسوا الاتحاد وواصلوا العمل، لكنه أوضح أن متطلبات الواقع تحتم على أعضاء الاتحاد أن يغيروا ويطوروا.
ورأى الحمادي أن منظومة الاتحاد تحتاج إلى إعادة ترتيب حتى تواكب التغييرات، ومنها أن الإعلام العربي أصبح رقميا في أغلبه، ولذا فمن غير المنطقي أن تعني أكبر الكيانات التي تضم الصحفيين العرب بالصحافة الورقية، مؤكدا أنه يجب الحديث عن الإعلام كمحتوى وليس كشكل، فاتحاد الصحفيين العرب الذي هو بيت للصحافة العربية، يجب أن يكون اتحادا ذا عقلية وأدوات إدارية حديثة وتكون له خطة واستراتيجية واضحة، وبالتالي يمكن قياس أدائه في كل عام، مع ضرورة إعادة هيكلة الاتحاد بإنشاء لجان جديدة واعتماد طريقة جديدة في الإدارة.
وأضاف أن آلية العمل باجتماعات الاتحاد تتسم إلى حد بعيد بالبيروقراطية ولا تؤدي إلى النتائج المرجوة، مؤكدا الحاجة لإعادة ترتيب اتحاد الصحفيين العرب حتى تكون له قيمة ومكانة، وتساءل الحمادي عما إذا كان الصحفيون العرب يهتمون ويتطلعون إلى نتائج اجتماعات الاتحاد، قائلا إنهم يشعرون أن هذه الاجتماعات لا تخدمهم بالشكل الكافي الذي يجعلهم يهتمون بمتابعتها، وإن المشكلة ليست في الأشخاص ولكن في منظومة لم تتطور بعد.
وعن احتمالات ترشحه لرئاسة الاتحاد خلال مؤتمره العام الذي كان مقررا عقده في أبريل الماضي وتأجل بسبب جائحة كورونا؛ قال "ليست لدي نية للترشح لرئاسة الاتحاد، لكن ترشيحنا سيذهب للشخص الذي تتماشى رؤيته مع رؤيتنا من ناحية التحديث والتطوير لاتحاد الصحفيين العرب، ومع التمثيل الأكبر للشباب والنساء به ووضع برامج واضحة له، فالاتحاد يبذل جهدا كبيرا ولكن لدينا رغبة في أن يتخذ خطوة إلى الأمام بحيث يصبح في مستوى طموح النقابات والصحفيين في العالم العربي، ولا أعتقد أن شيئا ينقصنا ويجب أن نستفيد من تجارب الآخرين من المنظمات الصحفية الأخرى".
وعن رؤيته بشأن عودة رئاسة الاتحاد إلى البلد المؤسس مصر بعد ابتعادها عنها لفترتين منذ عام 2013 وحتى الآن؛ قال الحمادي إن الفرصة متاحة الآن لترشح قيادة صحفية مصرية لرئاسة الاتحاد، مؤكدا أن الوجود المصري بالاتحاد في موقع الرئاسة أو الأمانة العامة كما هو الحال الآن، مهم ومفيد جدا والجميع يحتاجه كما أن الدعم المصري مستمر حتى في ظل الرئاسة الحالية لنقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي.
وبشأن الدعوات إلى قيام الإعلام بأداء دوره بمسئولية في ظل معاناة المنطقة من تداعيات ما سمي بـ"الربيع العربي" خلال العشر سنوات الماضية، ذكر الحمادي أن هناك إعلاما ينقل الواقع كما يفترض به وآخر محرض وذو أجندة. كما نوه بأن الإعلام يجب ألا ينزعج من الانتقاد، بل أن يحفز ذلك الإعلاميين كي يتأكدوا من القيام بدورهم بشكل صحيح ويتقصوا الحقائق، قائلا "ليس دورنا أن نحاكم ولا أن نحاسب أو أن نكون قضاة، وإنما دورنا أن ننقل الواقع كما هو". وأوضح الحمادي أن الإعلام أصبح بحاجة ماسة إلى استدعاء أخلاقيات المهنة، لأنه أصبح مستهدفا ومحاولات اختراق المؤسسات الإعلامية أو التأثير على الصحفيين أنفسهم باتت واضحة.
وردا على سؤال حول "جائزة الصحافة العربية" وما أحدثته من حيوية وتحفيز للارتقاء بالأداء الصحفي بين الصحفيين العرب؛ قال الحمادي الذي يشغل أيضا عضوية مجلس إدارة الجائزة إن العالم العربي بحاجة لمثل هذه الجوائز، موضحا أن "نادي دبي للصحافة" أطلقها قبل سنوات لتصبح حافزا كبيرا لكل الصحفيين للتقدم لنيلها ليس لقيمتها المالية فقط ولكن لقيمتها المعنوية. وأضاف أن كثيرا من الصحفيين الذين فازوا بهذه الجائزة أصبحت لديهم فرص أكبر للتطور المهني والانتقال إلى مراحل أخرى. ورحب بظهور جوائز أخرى مشابهة أو في حقول أخرى من الإعلام، خاصة وأن المنطقة تضم 350 مليونا من العرب ومئات المؤسسات الإعلامية العريقة التي تضم عشرات الآلاف من الصحفيين.
وحول أهمية مساندة وسائل الإعلام في ظل ما تواجهه من منافسة الإعلام الجديد واستحواذه على الجمهور؛ أكد الحمادي أن تراجع دور الإعلام والحد منه أمر خطير، لأن دوره يظل مساعدا وداعما أساسيا للمجتمعات والدول والحكومات. ودعا الحمادي إلى معالجة الأخطاء الصادرة عن المؤسسات الإعلامية لا القضاء على هذه المؤسسات، فالصحفيين هم جزء من المجتمع ويعملون لصالح بلادهم، ولابد أن تمارس الصحافة دورها في مساحة من حرية الرأي والتعبير وكذلك حرية الحصول على المعلومة. وأشار الحمادي إلى جزء من مشكلة انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة يرجع إلى أن المعلومة الصحيحة أحيانا تكون غير متاحة، وتنتشر معلومة زائفة بدلا منها ليصدقها الناس ومن ثم يصبح تصحيحها صعبا لأن المعلومة الأولى تثبت لدى الجمهور.