ذكرت دراسة جديدة للمركز الأوروبى لمكافحة الإرهاب، أن جماعة الإخوان تشهد حالة من الانحسار الكبير لمنظماتها ومؤسساتها المختلفة فى أوروبا، وأصبحت الآن بلجيكا تمثل محطة أوروبية لتكون بؤرة أعمق للتوسع الإخوانى فى أوروبا كمتنفس فى ظل ما تواجهه الجماعة الإرهابية من مطاردات شديدة فى أوروبا.
وأضافت الدراسة أن الشبكة الإسلامية الأوروبية والتى تأسست الشبكة فى 2005 على يد حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان وهو طارق رمضان المتهم حاليًا بقضايا اعتداء ضد عدد من النساء فى فرنسا، وتعد الشبكة من أبرز مؤسسات الإخوان فى العاصمة البلجيكية بروكسل.
وتابعت الدراسة أن امتداد شبكة المؤسسات الإخوانية فى بروكسل يشمل نفوذ واسع لدولة قطر الممول الرئيسى لشبكة الجماعة، وأنه تتزايد المخاوف من تنامى الإرهابية فى بلجيكا بالتزامن مع حملة التضييق التى تشنها الحكومة الفرنسية ضد الجماعات المتطرفة، إذ يتخوف ساسة بروكسل من تعاظم شوكة جماعة الإخوان فى بلادهم كمحطة بديلة عن التراجع الذى أصاب بعض مؤسسات الجماعة فى فرنسا.
وأوضحت الدراسة أن هناك مطالبات عديدة فى بلجيكا بطرد هؤلاء المؤسسات وتضييق على أنشطة الجماعة الإرهابية، حيث طالب النائب البلجيكى، دينيس دوكارم، بحظر التجمع المناهض للإسلاموفوبيا فى بلاده أسوة بما فعلت فرنسا مع فرع المؤسسة لديها.
واختتمت الدراسة أنه تواجه الدول الأوروبية بشكل عام مشاكل فى التطبيق القانونى للحد من انتشار التطرف مثل مواد الإفراج عن المتهمين بعد انتهاء مدد حبسهم بغض النظر عن استمرارية اعتناقهم للأفكار العنيفة من عدمه، إلى جانب قوانين الاتحاد الأوروبى ذاتها والتى تعطى مجالا أوسع للحركة بين الدول وتخطى الحواجز لتشكيل خلايا متعددة الوجهات الجغرافية. وتحتاج بروكسل كغيرها من الدول الأوروبية إلى اجتياز هذه العقبات لمواجهة أكثر شمولية لأطراف المنظومة الإرهابية بالمنطقة، كما أن التضييق على المؤسسات التابعة لجماعة الإخوان أو التى تتلقى تمويلا من قطر بات ضرورة فى ظل احتمالية الجماعة نحو تحول أوسع فى بروكسل.