أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ، أن 19 مارس يوم لن ينساه التاريخ والمصريون، حيث برهن الشعب المصرى أنه لا يفرط فى شبر من أرضه مهما طال الزمن ومهما كانت الظروف.
وأضاف أنه فى مثل هذا اليوم قبل 31 عاما، استردت مصر مدينة طابا بالتحكيم الدولى، وتم رفع العلم على آخر نقطة حدودية لمصر على أرض سيناء بفضل انتصار الدبلوماسية على العمل العسكرى.
وأشار إلى أن طابا شكلت نقطة خلاف بين مصر وإسرائيل، وحصلت مصر عليها بعد نزاع استمر عشر سنوات، حيث ادعى الإسرائيليون وجوب بقاء طابا داخل الحدود الإسرائيلية، واعتمدوا فى ادعائهم على الاتفاق الأول الذى أُقر فى عام 1906، وهو اتفاق بشأن الحدود الإدارية بين كل من مصر وفلسطين، وفى 5 يونيو عام 1967، احتلت إسرائيل سيناء كلها بما فيها طابا، وفى عام 1982، عززت إسرائيل موقفها ببناء فندقين داخل أراضى طابا.
وأكد أن مصر سعت لتحرير أرضها المحتلة منذ عام 1967، مستخدمة فى ذلك كافة الوسائل المتاحة، عبر العمل العسكرى فى أكتوبر عام 1973، وعبر العمل السياسى والدبلوماسى فى أعوام 1974، و1975، و1978، و1979، لافتًا إلى أنه عقب حرب 6 أكتوبر عام 1973، وانتصار مصر فيها، بدأت مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، ووقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة «كامب ديفيد» فى عام 1979 التى تطالب إسرائيل بالخروج من كل سيناء، وفى 25 أبريل عام 1982، خرجت إسرائيل من كل سيناء ما عدا طابا، وبدأت المماطلة فى الخروج منها.
وأوضح أنه مع استمرار الصراع المصرى - الإسرائيلى حول منطقة طابا، فإن مصر تمسكت بموقفها الثابت بوضوح والقائم على عدم التخلى عن أرض طابا، وأن أى مسألة تتعلق بالحدود يجب أن يكون حلها بالعودة إلى المادة السابعة من معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية، والتى تنص على أمور عديدة، منها حل الخلافات والنزاعات عن طريق المفاوضات، وبالتوفيق أو التحكيم، وذلك عند صعوبة حلها عبر المفاوضات، واختلف الجانبان فى آلية حل الخلاف حول طابا، فالجانب المصرى يفضل حل الخلاف بالتحكيم، فيما يرغب الجانب الإسرائيلى فى حله عبر التوفيق، وعارض مجلس الوزراء الإسرائيلى مبدأ التحكيم حتى عام 1986.
وأضاف أنه فى هذا العام، وبعد دبلوماسية هادئة وناجحة، وافقت إسرائيل على مبدأ التحكيم الدولى فى الخلافات المصرية - الإسرائيلية بشأن طابا، وطلبت مصر تشكيل فريق تحكيم دولى، واتفق الطرفان على شروط فريق التحكيم، وتم تفويض لجنة من ثلاثة أشخاص لتحديد الحدود بينهما. وقال إنه فى عام 1988 وبعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولى، حكمت هيئة التحكيم الدولية، خلال جلستها المنعقدة فى جنيف، أن طابا أرض مصرية، وانسحبت إسرائيل من المدينة فى 19 مارس عام 1989، وأعيدت السيادة المصرية على طابا، وتم رفع علم مصر عليها، واعتبر يوم 19 مارس هو «عيد تحرير طابا».
وأكد «أبوشقة» أن الدبلوماسية المصرية لعبت دورا بارزا فى تجميع الأدلة والوثائق التى تدحض الرواية الإسرائيلية، وقدمت وزارة الخارجية 29 خريطة بأحجام مختلفة تثبت الملكية المصرية لطابا، وتمكنت من جمع خرائط ووثائق من الأرشيف المصرى والبريطانى والتركى، وقدمت 10 خرائط من الأرشيف الإسرائيلى نفسه تثبت تبعية طابا للأراضى المصرية، فيما قدمت إسرائيل ست خرائط فقط لكن الخرائط والوثائق لم تكن كافية فقط لحسم القضية لصالح مصر، مشيدًا بدور الدكتور مفيد شهاب أحد أبرز المفاوضين، والدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد آنذاك.
وقدم المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ التهنئة للشعب المصرى العظيم وجيشه الباسل وقيادته الحكيمة، ودبلوماسيته التى أثبتت عراقتها على مدى عقود.