عقدت محافظة جنوب سيناء، اليوم السبت، محاضرة بمناسبة مرور الذكرى الـ 32 لرفع العلم المصرى على طابا، بحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام، والسيد القصير، وزير الرى والموارد المائية والدكتور مفيد شهاب الدين عضو هيئة الدفاع المصرية عن طابا أمام محكمة التحكيم الدولية، ووزير التعليم العالى الأسبق.
يأتى ذلك فى إطار احتفالات محافظة جنوب سيناء بذكرى تحرير طابا، ورفع العلم المصرى عليها يوم 19 مارس 1989 كآخر بقعة يتم تحريرها من أراضي سيناء التى احتلتها إسرائيل خلال عدوان يونيو 1967، والقى الدكتور مفيد شهاب، محاضرة بعنوان "ملحمة طابا في جوانبها التاريخية والسياسية والقانونية"، بمقر جامعة الملك سلمان بمدينة شرم الشيخ.
فى البداية، وجه الدكتور مفيد شهاب، التحية والشكر إلى الجندية والعسكرية المصرية، التي حاربت من أجل استعادة كل بقعة في أرض سيناء، في حرب اكتوبر المجيد، مضيفا أنه لولا الجهد والعقل والتخطيط المصري، الذي نفذ وحقق عبور قناة السويس، وهدم خط برلين الحصين، لما كنا استطعنا استعادة أي بقعة من أراضي سيناء، والتي كانت لولاها ما كنا هنا اليوم نتحدث عن ذكرى استعادة طابا، ورفع العلم المصرى على أرضها الغالية، التي دفع ثمنها دماء الجنود والضباط المصريين، من أبطال وشهداء حرب أكتوبر المجيد.
وأضاف شهاب، أن التخطيط الذى وضعه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، كانت هى السبب في استعادة ما بقي من الأراضي المصرية في محافظة جنوب سيناء، دون إراقة نقطة دم واحدة، موضحا أن وثيقة مبادئ السلام، التي وضعها الرئيس السادات، كانت هي نقطة البداية للاستفادة الكاملة وتحرير أراضى سيناء من براثن الدنس الإسرائيلى، والتى بدأت وفقا للبرنامج الزمنى للوثيقة المبدأية، في 9 مارس 1979 وتنتهي في ابريل 1982.
وأكد الدكتور مفيد شهاب، أن المفاوضات السياسية والرسمية بين الجانبان المصرى والعدو الإسرائيلى كانت شرسة وفى غاية الضراوة ووصلت إلى حد تكسير العظام، اعتقادا من الجانب الإسرائيلي، بأن مصر ستصمت وتغض البصر، عن النقاط التى تحتلها اسرائيل، إلا أنه تم الإعلان عن تحرير كامل الأراضي المصرية.
وأوضح شهاب، أن مساحة طابا صغيرة للغاية، إلا أن أهميتها العسكرية والسياسية والسياحة والمعدنية، كانت تفوق قيمة مساحتها كثيرا، متابعا:" حاول الإسرائليين، التفاوض معنا عل تقاسم مساحة طابا، أو إعلانها ذات سيادة مشتركة، فما كان من لجنة المفاوضات المصرية، إلا الرد بحزم، بأن كل حبة تراب وذرة رمال مصرية، هى الشرف والعزة والكرامة، ومن يفرط فيها نزع عنه رداء الشرف والكرامة، فلن نفرط في شبر واحد من مصر".
وأكد شهاب، أن مصر لجأت إلى القانون الدولي ومحكمة العدل الدولية، بعد فشل كل المفاوضات بين مصر وإسرائيل، وكانت اللجنة المصرية تتفاوض بقوة، بل ومن طلب باللجوء للمحكمة الدولية هم الإسرائليين.