قال الكاتب الصحفى الكبير كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إنه لو كان استمر الإخوان فى حكم مصر، فلم نكن نجد شيئاً اسمه مصر، مستعرضا فى مقال له ماذا كانت تفعل تلك الجماعة الإرهابية فى مصر، وما هو الوضع إن كانت استمرت فى الحكم.
ووفقا لما ذكره كرم جبر، فإن أول نتائج استمرار الإخوان فى الحكم هو ضياع سيناء إلى الأبد، لافتا إلى أن وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، هو الذي أصدر قراراً بوقف تملك الأراضي في سيناء، بعد أن تعددت عمليات اختراق الحدود، ورفع أعلام حماس على أماكن سيادية في رفح والعريش، وهجوم الحمساويين لشراء الأراضي من رفح حتى الإسماعيلية بأسعار باهظة، على غرار ما فعله اليهود قبل احتلال فلسطين، لافتا إلى أن الرئيس الإخواني لم يخجل وهو يصرح بأنه يحمي الخاطفين والمخطوفين، وكأنه يعطي ضوءً أخضر لمزيد من العمليات الإرهابية.
وأشار جبر أيضا إلى سعى الجماعة إلى أخونة القضاء وتسريح ثلث القضاة، حيث كانت الخطة المعدة هي النزول بسن تقاعد القضاة إلى 60 سنة، وفتح التعيينات لقضاة جدد من الإخوان أعضاء نقابة المحامين، والكشوف والترشيحات كانت معدة سلفاً، وتم اختيار وزير عدل إخواني، ونائب عام ملاكي لتنفيذ هذه المهمة، التي تعطلت لموقف نادى القضاة التاريخي ضد الأخونة، ورفضهم استمرار النائب العام الإخواني، الذى لفق القضايا للأبرياء في الاتحادية، وجعل زبانية التعذيب شهوداً عليهم.
ولفت رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مقاله إلى أن الأقباط كانوا بين التهجير ودفع الجزية، حيث ازدهرت فتاوى دفع الجزية في زمن الإخوان، وزادت معدلات تهجير الأقباط من القرى بشكل لم يحدث في تاريخ مصر، وكانت المفاجأة أنه كلما زاد القهر والقتل والحرق، زاد تشبث الأقباط بتراب وطنهم، وزاد إصرار المسلمين على الوقوف في خندق واحد مع شركائهم في الوطن، واتحدت الأمة على قلب واحد، رغم أنف الإخوان والسلفيين والمتطرفين، فانتقموا من مصر كلها بمرق وتفجيرات الكنائس، وجاءت كلمات البابا تاوضروس بلسماً شافياً "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".
وأضاف جبر أن الإخوان كانوا يسعون إلى توطيد دعائم حكمهم بإدخال البلاد في حزام الحروب الدينية المشتعلة في المنطقة، وتوريط الأزهر الشريف في الحرب، ليفقد مكانته التاريخية كمنبر للاعتدال والتسامح والوسطية، واختيار القرضاوي شيخاً للأزهر، ومشرفاً عاماً مع مرشد الإخوان على إقامة الخلافة، ونشر الفكر الإخواني في ربوع البلاد، وإحكام السيطرة على المنابر الدينية.
هذا إلى جانب سيطرة الميليشيات الدينية واستفحال حروب الشوارع، وذلك بعدما تأكد الإخوان أن الجيش ليس جيشهم وأن الشرطة ليست شرطتهم، وأن هذه المؤسسات الوطنية الراسخة يستحيل أخونتها، وبدأوا في تأسيس ميليشياتهم المسلحة الخاصة، لقمع معارضيهم على غرار ما كان يحدث في المقطم، والتحرير وعلى أسوار الاتحادية، وفى حصار مدينة الإنتاج الإعلامي وأقسام الشرطة والمحكمة الدستورية، ميليشيات الصيع والبلطجية، واستنساخ لتجربة الحرس الثوري الإيراني، وأشرف على تنفيذها خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل.