بمشاعر يغمرها الفخر والاعتزاز، شهدت قاعة مجلس الشيوخ خلال الجلسة المنعقدة اليوم الأحد، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، إشادة واسعة بالنجاحات المتتالية التى حدثت الأيام القليلة الماضية بدءًا من النجاح فى تعويم السفينة الجانحةبقناة السويس، وصولًا إلى الحفل المبهر لنقل وخروج 22 من مومياوات ملوك وملكات مصر القدماء فى موكب مهيب من المتحف المصرى بالتحرير، لتصل إلى مقرها الدائم والأخير بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، والتى أكدت أن رسالها للعالم أجمع حول مكانة القاهرة وعبقرية أبنائها.
وقال الفريق أسامة أحمد الجندى، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، أنه سيتحدث اليوم بمشاعر الفخر والاعتزاز التى تكلل كلماته تجاه مصر المحروسة دوما من كل سوء فى ظل قيادتها السياسية المقدامة التى تتعامل بحكمة مع كافة الأزمات التى تتعرض لها البلاد، لاسيما بعد النجاح المبهر فى تعويم السفينة الجائحة بقناة السويس، معربا عن فخرة بطاقم قناه السويس رئيسا وعاملين.
وأضاف الجندى، أن قناة السويس من أهم ركائز الأمن القومى وتعرضت لازمة غير عادية خلال الأيام القليلة الماضية بجنوح السفينة، حٌبست فيها الأنفاس فى مصر والعالم، وشعر البعض أنها لن تنتهى بدون خسائر فى الحمولة أو السفينة وقد تستمر عملية الإنقاذ شهور، لكن تم تشكيل لجنة أزمة على الفور بقناة السويس، وتم وضع حلول التعويم بجهود المصريين ومع استغلال الظروف المائية ليستمر العمل لمدة 7 أيام وبتوجيهات الرئيس ومساندة أجهزة الدولة والخبرات المصرية كللت الجهود بالنجاح، وما كان يبدو مستحيلا أصبح حقيقة.
وتابع الجندى، أن ما حدث يعد ملحمة جديدة من ملاحم قناة السويس، برجالها الثابتين ورجال الإنقاذ، من خلال الخبرات التى اكتسبوها، ليثبتوا للعالم إننا قادرين تخطى الصعاب وجعل المستحيل حقيقة.
من جانبه أيضًا أشاد النائب محمود بكرى، عضو المجلس بنجاح تعويم السفينة الجائحة، ليخيب الله ظنون كل من إرادة التشكيك فى قدرات أبناء مصر لتتحرك السفينة بأقل الخسائر، مضيفًا: "أراد الله أن يهب مصر منحة أكبر، فكنا محط أنظار العالم بالتأكيد أن مصر ذات قوه وتلهم العالم رغم الأزمات، وكان الشعب قلبه مع دولته وخلف القيادة السياسية فى إدارته الحكيمة.
وأشار بكرى، إلى أن تلك الحادثة جاءت بعد أن كنا نعبر بحر الأحزان فى حادثة قطار السكك الحديد وفعلت مصر كل ما لديها، ولم تقصر أجهزة الدولة رغم الحملات الضارية.
واستطرد: "أرسلت مصر الأسطورة رسائل للعالم أكدت مصر أنها عصية على السقوط وقادرة على الردع والمواجهة حينما تضع خطوطها الحمراء إنما تؤكد مكانة الدولة المصرية، وأن المستقبل قادم لا محالة بإرادة سياسية وطنية بقيادة الرئيس الذى يستحق التقدير والاحترام والتبجيل".
كذلك قال النائب إبراهيم حجازى، أن ما حدث فى قناة السويس ليس بجديد فقد حدث منذ 65 عاما عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس لينسحب كل المرشدين لكن ملحمة قام بها ضباط الكلية البحرية فقد اشتغلوا ليل نهارا ولم تتوقف القناه يوما، مضيفًا: "بنفس الثقة واليقين والقدرات، السفينة، ورغم أن البعض كان يتوقع أن تأخذ السفينة الجانحة وقت أكبر، وكان التربص وريحة الشماتة فى التقارير ظاهرة لكن أراد الله فى 6 أيام أن يحدث إنجاز لم يحدث من قبل".
وطالب البرلمانى، الإعلام باسترجاع هذه الأمور، مضيفًا: "البلد دى مش جاية صدفة، لدينا أصالة وشموخ".
وعقب النائب إبراهيم حجازى على حفل نقل المومياوات بالأمس، موجها الشكر للحكومة لاسيما وأن الحفل يدرس من كل النواحى، قائلًا: "الأوركسترا كانت عالمية، وميدان التحرير، كان المشهد يدمع العينين فخرا".
واستطرد عضو المجلس قائلًا: "الحرب كبيرة علينا، ومحدش يقول مفيش مؤامرة مفيش حد سابينا فى حالنا، لكننا قادرين على مواجهة التحديات، ورقابتها كانت طايلة السماء من المشهد المبهر بالأمس".
"الأمة العظيمة لا تجنح إطلاقا ومصر دائما أمة عظيمة" بهذه الكلمات أعرب النائب عبد المنعم سعيد، عن فخرة الناجح المصرى فى تعويم السفينة الجانحة، مشيرًا إلى أن المشهد كان باهرا لنا وللعالم أجمع.
وقال عبد المنعم سعيد: "أمامنا مسيرة مستمرة لبناء هذا البلد العظيم، ربما نواجه مشكلات لكننا قادرين على التعامل معها وتصحيح الاخطاء، وخلق القدرات التى تستطيع تجاوز العقبات".
وأثنى البرلمانى على حفل المومياوات الملكية المبهر، بقوله: "بالأمس لم نكن نتحدث عن العظمة أو التاريخ إنما رأيناه يمشى على قدميه أمامنا، قدمنا عملا يرتقى للمستوى العالمى، وكل من قرأ الصحافة العالمية اليوم يرى تبجيلا للقدرة المصرية".