تعد القرية المصرية هى العمود الفقرى للمجتمع المصرى، فهى الأصل الذى تكونت منه حضارة مصر القديمة بتماسكها وصلابتها منذ فجر التاريخ، فالقرية هى التجمع العمرانى لسكان الريف، وهى تعكس خصائص الإنسان الريفى ومزاياه المادية والبيئية والاجتماعية ومتطلباته الحياتية والوظيفية، لذلك تبرز هنا أهمية تنمية الإنسان الريفى ليكون نواة للتغيير والتطور والتحضر مثلما كان دائمًا.
دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أكدت أن إطلاق المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى “حياة كريمة”، يجب أن يصاحبه مبادرة إعادة تشكيل وترسيخ للهوية المصرية فى الريف المصرى، فتستعيد قصور الثقافة فى القرى والمراكز دورها التنويرى والتوعوى مرة أخرى، وتعمل على جذب النشء للمشاركة فى الهوايات المختلفة وتحرير أطفال القرية من الصورة الذهنية المغلوطة فى الفرق بينهم وبين الحضر.
وأضافت الدراسة أن هناك فرصة عظيمة مع هذا المشروع العملاق إطلاق الطاقات والمهارات الرائعة لأبناء الريف وخلق بيئة عمل للابتكار تبدأ من البرامج الثقافية والندوات التوعوية، تبدأ من إعادة تشجيع القراءة من خلال مكتبات القرية وتطويرها وتزويدها بأحدث الكتب والآليات المناسبة لهذا العصر والتطور التكنولوجى السريع المصاحب له، تبدأ من تشجيع القرى على الحفاظ على التراث، وخاصة تلك التى تحترف حرفة أو مهنة معينه لا يشاركها فيها غيرها وكادت أن تندثر، فآن الأوان أن تحيا وتزدهر من جديد، فتعود القرى المشتهرة بصناعة الزجاج والسجاد والتمور والمشغولات النحاسية، والخوص وصناعة الفخار وغيرها الكثير والكثير من الحرف المصرية.