أكد وكيل مجلس النواب، السيد الشريف، حرص مصر على سن التشريعات التى تهتم بالطفولة والأمومة، موضحًا أن الدستور المصرى عنى بالطفل كنواة للمجتمع ومحور تماسك الاسرة واستمرارها، مشيرا إلى أن الأسرة أساس المجتمع وقوامها الدين والأخلاق والوطن.
وقال الشريف - فى كلمته خلال ترؤوسه أعمال المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قضايا الطفولة بمقر الجامعة العربية اليوم نيابة عن الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب - إن الدولة المصرية حريصة على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق السياسية والثقافية وتوفير الرعاية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة والتصدى للاستغلال الجنسى وكفالة حق الطفل فى التعليم المبكر وتوفير المساعدة القانونية للاطفال المجنى عليهم بحيث يكون احتجاز الجانى منهم بعيدا عن احتجاز البالغين.
كما أكد حرص مصر على المشاركة فى كافة الجهود الدولية والإقليمية المعنية بالطفولة.
من جانبها، دعت جامعة الدول العربية إلى ضرورة سن القوانين والتشريعات التى تحمى الأطفال والنشئ فى الدول العربية ووضع الخطط والبرامج لرعايتهم، مؤكدة أن قضايا الطفولة تأتى على رأس أولويات أجندة الجامعة العربية.
وأكد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى - فى كلمته أمام المؤتمر - حرص الجامعة العربية على النهوض بأوضاع الطفولة العربية، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية تعمل - حاليا - على إعداد أجندة التنمية للاستثمار فى الطفولة فى الوطن العربى (2015 - 2030 ) لتكون بمثابة الأجندة العربية للنهوض بأوضاع الطفل فى المنطقة العربية.
وأضاف أن الجامعة العربية تعمل على إعداد النسخة الثالثة من التقرير العربى المقارن لمدى أعمال توصيات دراسة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف العنف ضد الأطفال ووضع رؤية عربية للخطوات المستقبلية لحماية الاطفال فى منطقتنا العربية.
وحذر بن حلى من خطورة الوضع العربى الحالى، والذى أفرز تحديات جديدة ومخاطر جمة على حاضر الطفولة ومستقبلها، منوها بالصراعات والأزمات الحادة فى كل من سوريا وليبيا واليمن، فضلا عن الطفل الفلسطينى الذى يتعرض للقهر والعدوان المتواصل من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلى.
بدوره، أكد رئيس البرلمان العربى أحمد بن محمد الجروان -فى كلمته أمام المؤتمر- أهمية العمل العربى المشترك، من خلال تبادل الخبرات بين المجالس والبرلمانات العربية، فى مجال وضع التشريعات والعمل على إنفاذها.
وقال الجروان إن البرلمان العربى يحرص على التأسيس لأجيال عربية أكثر وعيا وثقافةً وإيجابية، تجاه مجتمعها وأمتها، ويؤمن بأهمية الدور الأساسى للبرلمانات العربية فى إرساء حقوق الأطفال فى المنطقة العربية، ووضع تشريعات واعتماد القوانين المنُاصرة لحقوق الطفل وحمايته، وحقه فى الحصول على الاسم والجنسية، والرعاية الصحية، والتعليم، ورعاية المعوقين منهم والأيتام، كما أن له الحق فى الحماية من الأفعال والممارسات الضارة مثل الانفصال عن الوالدين، والانخراط فى الأعمال الحربية، والاستغلال التجارى أو الجنسى والاعتداء الجسدى والعقلى.. كما أن حق المشاركة هى حق من حقوق الطفل فى الاستماع إليه فى القرارات التى تؤثر فى حياته.
وأضاف أن من واجب الحكومات تأمين الحياة الكريمة السعيدة للأطفال من خلال إيجاد بيئة صالحة خالية من الأخلاقيات السلبية والمعاملات العنيفة والتمييز والتفرقة.
وأشار الجروان إلى أن البرلمان العربى بادر من خلال لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب والطفل، بالعمل على بحث سبل حماية حقوق الطفل العربى، ومراعاة مصالحه، وتسخير الجهود من خلال لجنة فرعية مختصة بالطفل، بهدف دعم قضايا الطفل العربى والإعداد لهذا المؤتمر، لان مسالة الطفل من أهم الموضوعات المطروحة التى ينبغى دراستها ومعالجتها معالجة دقيقة، لأنه يتناول شريحة عمرية واجتماعية هامة، وواسعة وأساسية ومهمة أيضًا فى المجتمع العربى، وعليها يتوقف مستقبل الشعوب والبلدان والأوطان.
وشدد الجروان على أهمية الاهتمام بثقافة الطفل ووضع استراتيجية إعلامية وتربوية شاملة ومنسجمة، والتخطيط لتطبيقها من أجل الحد من مساوئ الإهمال، ومواجهة الغزو الثقافى والإعلامى، التى تحمل فى طياتها عوامل مسخ حضارتنا وذاتيتنا.
كما نوه بضرورة تقوية "الأرضية الصُّلبة" فى نفوس أطفالنا وشبابنا، وذلك بملء فراغ تكوينهم بأكثر ما يمكن من مبادئ ومعلومات عن هويتنا الخاصة وعن قيمنا، وبغرس الإيمان فى نفوسهم بهذه القيم والأخلاق الفاضلة، والسهر على أن يمارسوها فى سلوكهم، وأيضًا بظهور الآباء والمربين والمسؤولين بمظاهر القدوة والمثل الصالح، كما يجب العمل على توجيه الإعلام المستورد باختيار ما هو صالح منه، ونبذ أو مقاومة ما يكشفه ضرر تربوى أو أخلاقي؛ وأى شئ من شأنه أن يعبث بتلك الأرضية المحصنة، أو يخلق فى نفوس اطفالنا اضطرابات نفسية أو خلقية، يمكن أن تنتج عنها عواقب وخيمة.
وأكد رئيس البرلمان العربى أن المتابع لحال أطفالنا لم يعد يخفى عليه الوضع الإنسانى المزرى الذى يواجهونه فى بعض الدول العربية التى تعانى احتلال أو عدم استقرار أو أعمال عنف، كما فى فلسطين والصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا من جراء استمرار الأزمات، وخطورة ما تؤول إليه أمورهم، فى مخيمات اللجوء بعيدا عن مقاعد الدراسة، والاهمال الصحى، وفقدان الاب والام، أو أمواتا على شواطئ اللجوء او بسبب التفجيرات والمعارك، او منخرطين فى صراع نتيجة الاستغلال من الجماعات المتقاتلة أو عبر تجنيدهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، ليكونوا حطبا لهذه الصراعات، كما يضطر الاطفال فى بعض الاحيان للعمل بسبب فقدان المعيل او بسبب الاستغلال اللا اخلاقى.
وشدد على وضع معايير للدفاع عن هؤلاء الأطفال ضد الإهمال والإساءة التى يواجهونها بدرجات متفاوتة. والاعتبار الأهم هو المصلحة الفضلى للطفل، وتوفير الحماية القانونية والرعاية النفسية والاجتماعية لهم، كونهم يقعون فى ظروف خارجة عن ارادتهم بحيث يتطلب من الجميع مساعدتهم فى تجاوز تلك الظروف.
من جانبها أكدت الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والامومة هالة ابو على، إيمان مصر بدور البرلمانات العربية لإعلاء مصلحة الأطفال من خلال التشريعات المنصوص عليها فى الدساتير الوطنية والاتفاقيات الدولية.
وقالت إنه تمت صياغة دستور مصر - بمشاركة الأطفال - مراعاة لحقهم وتضمينهم فى القوانين وحماية الطفولة عبر اللجان النوعية المختلفة، مضيفة إن مصر بصدد إطلاق استراتيجية للنهوض بالطفولة وخطة تنفيذية لها فى إطار أجندة الاستثمار فى الطفولة 2030.
وأكدت مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية السفيرة ايناس مكاوى أهمية وضع آلية من خلال الجامعة العربية والبرلمان العربى لمتابعة مدى التقدم المحرز فى مجال سن التشريعات من أجل انفاذ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل وخطة أجندة التنمية للاستثمار فى الطفولة فى الوطن العربى 2030، مشيرة إلى وجود حرص على تنفيذ قرار القمة العربية فيسرت بإنشاء البرلمان العربى للطفل.