"الشفرة" لغة سرية أو رموز تستعملها الجماعات المتطرفة لتوصيل المعلومات فيما بينهم دون أن يعرف أحد، وقد سلط الدراما مؤخرا كيف استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية تطبيقات مثل "تليجرام" لتنفيذ أعمال عنف وتفجيرات إرهابية بعد ثورة 30 يونيو.
وفي السطور التالية نسلط الضوء على كيفية استخدام الجماعات الشفرات فى نقل التكليفات من القيادات لقواعد الجماعات الإرهابية، وعبر من خلال قيادات سابقة بالجماعات الإرهابية.
إبراهيم ربيع، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أكد أن استخدام الشفرات السرية لنقل المعلومات داخل التنظيمات الإرهابية هو أسلوب أى تنظيم سرى، حيث إن التنظيمات الإرهابية قائمة على التجنيد الجاسوسى المخابراتى.
وأوضح الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن حسن البنا، هو مؤسس مدرسة التشفير فى التواصل ونقل التكليفات من القيادة إلى القواعد وتناقلتها عنه باقى التنظيمات الإرهابية.
ورصد "ربيع" تاريخ الإخوان الأسود، قائلا فى تصريحات له: "نحن نتعامل مع تنظيم كان متوغلا ومُتمكنا من الثقافة والمجتمع والتعليم والدين والاقتصاد لما يقرب من قرن من الزمان ومازالت بقاياه متواجدة".
وأضاف:"عندما نتناول تنظيم الإجرام الإخواني لابد من ربطه بالإطار المركزي لنشأة ورعاية التنظيم والهدف الذى جاء من أجله والمهمة التى تم تكليفه بها"، موضحا أن الإطار المركزى هو بعد ما انتهت القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية من هندسة وتجهيز النموذج اليهودي للصهيونية للانطلاق متمثلا في الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، خططت لهندسة وإطلاق النموذج الإسلامى للصهيونية من خلال تأسيس تنظيم سرى يستخدم الدين الإسلامى للمرور إلى المجتمع والدولة فكان تأسيس تنظيم الإخوان الإجرامى فى مصر ليكون توأم النموذج اليهودى فى الصهيونية، المؤسس واحد والممول واحد والراعى واحد والهدف واحد".
وتابع: "تنظيم الإجرام الإخوانى هو تنظيم سرى يستهدف الدولة الوطنية كمفهوم وكيان بالتشويه ثم التفكيك ويستهدف أعمدة الدولة وكسر هيبتها لدى للتجرؤ عليها وتجاوزها"، مضيفا: "أى تنظيم سرى بالضرورة هو كيان أحادى لا يرى إلا نفسه ويصنف الآخر وفق موقفه من التنظيم، كما أن أى تنظيم أحادى هو بالضرورة إقصائى وأى تنظيم إقصائى هو بالضرورة تكفيرى وأى تنظيم تكفيرى هو بالضرورة إرهابى، ومن هنا جاءت حوادث الاغتيال وتبنى التصفية الجسدية كأسلوب تعامل مع كل ما يعترض طريق التنظيم، ولم يكن الإرهاب والقتل رد فعل، ولكن القتل والاغتيال أسلوب حياة التنظيم الإخوانى".