حذر عبد الله بن بجاد العتيبى، كاتب سعودى مهتم بالشؤون السياسية والثقافية، وباحث فى الحركات والتيارات الإسلامية، من عودة الإخوان والتيارات والجماعات المنبثقة منها، مؤكدا أن مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية تتطلب الاستمرارية حتى لا تعود إلى المشهد مرة ثانية أو التغلغل بالمجتمعات العربية.
وقال "العتيبي" فى مقال نشرته صحف عربية: "جماعة الإخوان الإرهابية وجماعات الإسلام السياسى، جماعات اكتنزت خبرة طويلة فى التعامل مع ضغوط الدول والأنظمة السياسية، على كافة المستويات سياسيًا وأمنيًا وماليًا وتعليميًا وخيريًا، واستطاعت مع اختلاف الزمان والمكان والظروف أن تتجاوز كل تلك الضغوط، وتعود للحياة مجددًا، وتخرج من الأنفاق التى اعتادت اللجوء إليها.
وأشار إلى أن هناك من يتصور نهاية الإخوان والجماعات المولية لها بإصدار قرارا، قائلا :"المستعجلون يعتقدون أنه بمجرد تصنيف الجماعة جماعة إرهابية، فإن خطرها قد زال وتأثيرها قد انتهى، وهذا أبعد ما يكون عن الصواب، فهذه الجماعات قائمة على الهرمية والسرية، وهى تعيد تنظيم نفسها، حسب الظروف المحيطة بها فى كل مرة، وتاريخها خير شاهدٍ، فهى بنت تنظيماتٍ شديدة الإحكام نظريًا وعمليًا، وأثبتت قدرة على تجاوز المصاعب والمصائب بالنسبة لها، والتهاون بشأنها والتقليل من خطرها يبعث عليه إما الانتماء لها والتعاطف معها، ورفض كل ما اتخذته الدول ضدها، وإما بسبب الجهل وعدم قطع الصلات معها تحسبًا لعودتها مجددًا.
وأضاف: "الجماعات المؤدلجة لا تنتهى بقرارٍ ولا تختفى بتصنيفٍ سياسى وقانونى، ومع عدم الخلط بين السياقات الحضارية للدول والأمم والشعوب، فالعالم يشهد كيف أن الجماعات الدينية المؤدلجة لم تزل حاضرة فى المشهد الأوروبى والأمريكى، وأسماؤها عديدة وشواهدها كثيرة، ولولا قوة الدستور والقانون ومؤسسات الدولة هناك، لسيطرت على المشهد مجددًا وفرضت نفسها على الجميع".
وأختتم مقاله بقول :"أخيرًا، فكل متابعٍ لهذه الجماعات ومثيلاتها فى التاريخ والحاضر يعلم جيدًا أن نهايتها ليست قريبة والنجاح كل النجاح هو فى منعها من التغلغل إلى مؤسسات الدولة والمؤسسات العامة حتى لا نقع فى الخطأ نفسه مرتين".