قالت النائبة فيبى فوزى، وكيل مجلس الشيوخ، إنه عندما نتحدث عن 30 يونيو، أتصور أن الحديث يجب أن يبدأ من فكرة الجمهورية الثانية أو الجمهورية الجديدة التي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي قيامها قبل أشهر قليلة، ذلك أن البذور الحقيقية لهذه الجمهورية تم غرسها يوم 30 يوينو، وما نعيشه الآن ليس إلا ثمرة هذا الغرس الذي أنتج ملامح مختلفة لكل أوجه الحياة في مصر .
وأضافت النائبة:" بحساب المكسب والخسارة ، يمكن بامتياز التأكيد على أن ثورة الثلاثين من يونيو كانت الأنجح بين كل أشكال الحراك السياسي و الشعبي في مصر، و أن أجندة من خرجوا يومها بالملايين قد تحققت بالكامل على كافة الأصعدة، فبعد أن كانت مؤسسات الدولة قد غابت أو اُريدَ لها أن تغيب ، تم استعادتها بكل تجلياتها سواء في مؤسسة عسكرية قوية تعمل وفق أحدث المنظومات البرية والبحرية والجوية ، أو شرطة فاعلة تفرض هيبة الدولة و تحقق للمواطن الأمن و الاستقرار ، أو مؤسسة قضائية تتميز بالحيادية و النزاهة و تنفذ إجراءات العدالة الناجزة.
واستكملت وكيل مجلس الشيوخ، في الوقت نفسه حافظت ثورة الثلاثين من يونيو على هوية الدولة و المجتمع المصري التي حاولت الجماعة الظلامية اختطافها ، و بقيت مصر بعمقها التاريخي و الحضاري الممتد من مصر القديمة مروراً بانتمائها العربي والإسلامي و القبطي ، مع الحفاظ على دوائر تحركها الأفريقية و شرق المتوسطية ، بل و باتتتأخذ موقعها المستحق في صدارة الدول المؤثرة إقليمياً و دولياً .
وتابعت، أن هذا بالطبع فضلا عما تحقق في مجالات عدة ، ظهر من خلالها واضحاً انحياز الرئيس عبد الفتاح السيسي لكل فئات المجتمع منذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية ، و قد بدا هذا الانحياز بشكل كبير فيما تم اتخاذه من إجراءات و برامج لصالح المرأة إقتصاديا و سياسيا واجتماعيا ، كما كان للشباب نصيبهم غير المسبوق منالدعم و التمكين ، الأمر ذاته لذوي الاحتياجات الخاصة و غير ذلك من الفئات التي كانت مستبعدة من المشاركة لعشرات السنوات الماضية ، و هو ما يمكن إدراجه ضمن أجندة أوسع تعتمد فكرة بناء الإنسان المصري و تعزيز قدراته كهدف أولي يتم تحقيقه عبر كل السبل الممكنة ، ما تجسد في مبادرات رئاسية للصحة و التعليم و الثقافة و غيرها .
أوضحت فيبي فوزى، أنه في هذا الصدد لا يمكن إغفال المتغيرات النوعية التي حدثت في شكل الحياة لملايين المصريين عبر تنفيذ خطط لتطوير العشوائيات و نقل سكانها إلى مدن نظيفة و مخططة ، كذلك انطلاق مبادرة "حياة كريمة" لتحديث الريف، بما لم يحدث ربما على مدار تاريخ مصر الضارب في العمق، الى ذلك أيضاً يضاف ما يتم من خطط عملاقة لتطوير و تعزيز البنية التحتية ، من إعادة رصف آلاف الكيلومترات من الطرق و إقامة مئات الكباري و انشاء المدن الجديدة باعتبارها ظهيرا للمدن القائمة و تلبية لاحتياجات التوسع و التنمية العمرانية ، و في مقدمة ذلك العاصمة الإدارية الجديدة عاصمة الجمهورية الثانية ، ناهيك عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي جنب مصر خطر الإفلاس و التحول إلى دولة فاشلة اقتصاديا .
وأكدت وكيل مجلس الشيوخ، أن الثلاثين من يونيو كان أكثر من مجرد ثورة طالبت بتحقيق أهداف سياسية و اقتصادية واجتماعية ، إذ سيحكم التاريخ أنها كانت بمثابة لحظة الإنقاذ الوطني الحاسمة لكيان الدولة و المجتمع المصري الذي كان على شفا الانهيار و الدلوف الى نفق مظلم قد لا يرجع منه أبدا، وفي هذه المناسبة لا يسعني سوى أن أتقدم بتحية تقدير و إعزاز للقائد و الزعيم الذي امتلك الشجاعة و لم يتقاعس عن اتخاذ اصعب القرارات وسط اصعب التحديات الداخلية و الخارجية ، مستلهما فقط مصلحة بلده و مواطنيه ، ولا نقول له إلا "تحيا مصر".