تمر اليوم الذكرى الـ69 على اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، وذلك عندما قرر الضباط الأحرار أن يغيروا تاريخ مصر، فخرجوا فى ثورة باركها الشعب بعد ذلك، وكان لهذه الثورة أثر كبير على مستقبل مصر، إذ أطاحت بالملكية، وصار "فاروق" آخر ملوك مصر، وبدأ من بعدها العصر الجمهورى.
وكان للرئيس الراحل "عبد الناصر دور كبير في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار ، وذلك فى تشكيل وقيادة مجموعة سرية فى ذلك التوقيت، واجتمعت الخلية الأولى فى منزله فى يوليو 1949 ، وانتخب فى عام 1950 رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار ، وحينما توسع التنظيم انتُخبت قيادة للتنظيم وانتُخب عبد الناصر رئيساً لتلك اللجنة.
ورأى "ناصر" أن الضباط الأحرار لم يكونوا على استعداد للتحرك ضد الحكومة ، وظل نشاطه مقتصرا لمدة تقارب العامين على تجنيد الضباط ونشر المنشورات السرية، م انطلقت ثورة ٢٣ يوليو ومعها إلغاء النظام الملكى وإعلان قيام الجمهورية فى مصر، وتعيين محمد نجيب أول رئيس لمصر وتدرج جمال عبد الناصر فى المناصب من نائبا لرئيس الوزراء حتى نائبا لرئيس الجمهورية وبعد رحيل اللواء محمد نجيب أصبح جمال عبد الناصر ثانى رئيس لمصر.
وتعد حركة الضباط الأحرار، هى حركة تغيير سلمية أخذت شكل تحرك عسكرى، قادها ضباط الجيش المصرى بقيادة محمد نجيب فى منتصف ليلة 23 يوليو عام 1952م، ونجحت فى السيطرة على مبنى هيئة أركان الجيش، حيث إن الشعب أعلن فيه قيام الجيش بحركة لصالح الوطن.
وقد شهد منزل جد "عبد الناصر" بقرية بنى مر عقد أكثر من اجتماع للضباط الأحرار بحضور اللواء محمد نجيب، وكانوا يجلسون على مسطبة طينية، وكانت هذه الاجتماعات بمثابة نقطة انطلاق للثورة، وكانت هذه الاجتماعات بمثابة نقطة انطلاق للثورة، هذا بجانب اجتماعات فى أماكن متناثرة آخرى تنسب للضباط الأحرار.
ثم عقدت معظم الاجتماعات بعد ذلك فى منزل خالد محى الدين فى 21 شارع فوزى المطيعى بمصر الجديدة، وكانت المجموعة تسابق الزمن بعد اكتشافها من قبل الملك فاروق وعناصر الأمن، وللمصادفة فإن ساعة واحدة فقط كانت تفصل الثورة عن النجاح والفشل، فقد تحرك الضابط يوسف صديق بالخطأ مبكرا ساعة واحدة، واستطاع اقتحام مبنى قيادة الجيش، فى الوقت الذى كانت مجموعات أخرى تحاول عرقلة الأسلحة وتصدر أوامر بعدم التحرك.
وكان «22 يوليو» هو اليوم، الذى وضع فيه تنظيم الضباط الأحرار اللمسات الأخيرة للحدث الكبير بالانقلاب على الملك فاروق فى اليوم التالى 23 يوليو، وترتب عليه أن «وثب جيل جديد إلى السلطة يعبر عن شىء جديد فى مصر»، وفقا لرأى أحمد حمروش فى كتابه «ثورة 23 يوليو» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة.
ويروى «محيى الدين» فى مذكراته "والآن أتكلم": «فى الساعة الثانية بعد ظهر 22 يوليو عقدت «لجنة القيادة» لتنظيم الضباط الأحرار اجتماعها الأخير فى بيتى، التقينا: جمال عبدالناصر، حسن إبراهيم، عبدالحكيم عامر، كمال الدين حسين، عبداللطيف البغدادى، خالد محيى الدين، وتغيب جمال سالم وصلاح سالم وأنور السادات، وحضر معنا زكريا محيى الدين وحسين الشافعى، وعبدالمنعم أمين، وإبراهيم الطحاوى، وكان حضورهم مبررا ومنطقيا، وإن جمال كان قد دعاهم للحضور بمبادرة منه، وشارك "زكريا" فى إعداد خطة التحرك، والطحاوى كان سيقود تحرك سلاح الجيش، والشافعى سيقود تحرك الفرسان".