أصبح من المتوقع أن يطرق المهاجرون الأفغان أبواب دول الاتحاد الأوروبي بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد، وأعلنت المفوضية الأوروبية تسريع عمليات استضافة اللاجئين الأفغان، مما أثار انقسامات بين الدول الأوروبية، وكالعادة لا يخلو ملف اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي من التعقيد، لاسيما أن بعض رؤساء الاتحاد الأوروبى بصدد صياغة استراتيجيات لتجنب تكرار أزمة الهجرة عام 2015 و2016، فهناك دول أوروبية أعلنت استقبال المزيد من اللاجئين الأفغان، بينما دعت دول أوروبية أخرى إلى إقامة مراكز احتجاز وعدم استقبال أى لاجئين.
وكشفت دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، أنه بات عودة تنظيم القاعدة إلى أفغانستان شيئا حتميا وترى الحكومات الأوروبية، أن وصول حركة طالبان إلى السلطة يعد خطرا على أوروبا، وتخشى الدول الأوروبية من أن تصبح كابول قاعدة للإرهاب الدولي وملاذا للجماعات الإرهابية يتم من خلالها التخطيط لهجمات إرهابية عابرة للحدود يتم تنفيذها على الأراضي الأوروبية.
ولفتت الدراسة إلى أنه يعتقد بمجرد أن تبدأ الدول الأوروبية في الضغط على حركة طالبان وتضييق الخناق عليها بالعقوبات، فمن المحتمل جدًا أن تسمح طالبان للقاعدة بإقامة وجود أقوي في البلاد مرة أخرى، وتحريض أنصارها على تنفيذ هجمات إرهابية على المصالح الأوروبية، إذن فالأمر مجرد مسألة وقت قبل أن نرى الهجمات تنطلق إلى الخارج، ما يحتاجه الاتحاد الأوروبي هو التحرك ككتلة واحدة، باستخدام كافة الأدوات الدبلوماسية والجيوسياسية المتاحة لحماية أمن دول التكتل.