ثبت من خلال تجربة العقد الماضي أن ما يجعل قادة وزعماء الجماعات الإرهابية يتحكمون في أتباعهم والموالين لهم ويحركونهم يمنى ويسرة في مسارات القتل والتخريب هو اعتمادهم على أمرين رئيسيين وهما تزييف الحقائق السياسية وتسطيحها وإيصال أفكار مغلوطة عن الواقع السياسي سواء المحلي والإقليمي لشباب تلك الجماعات، والثاني هو شحن أدمغة الشباب بأفكار دينية مغلوطة ومفاهيم محرفة وجرى تأويلها بشكل سطحي ومتعسف لتناسب وتخدم أهداف ومصالح تلك الجماعات وداعميها من الخارج، وفقا لما أكده هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرقة.
وأشار النجار إلى أن محاولة تزيف الوعي يجب أن توجه بشدة قائلا :"يمثل إيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال خطاب ديني منضبط بالإضافة لرفع مستوى الوعي السياسي بالقضايا المختلفة سواء داخل مصر أو إقليميا أو دوليا ضرورة قصوى لوقف عملية استنزاف عقول الشباب والضحك عليهم وخداعهم بسهولة من قبل قادة ومنظري الجماعات، ويتحتم علينا وعلى الدولة ومؤسساتها القيام بواجب توعية الشباب وطرح الفكر الديني الرشيد وفق مفاهيم الإسلام الصحيحة وكذلك تفكيك خطاب الجماعات المتطرفة والتكفيرية ودحض مفاهيم ومصطلحات الطاغوت والحاكمية وتكفير الحاكم وقتال الطائفة الممتنعة وغيرها، بالتوازي مع نشر قيم التعايش والتسامح والمحبة والإتقان والتخصص والمشاركة الإنسانية وغيرها".