للمصادفة العجيبة تتزامن ذكرى إعدام سيد قطب المنظر الأهم لجماعة الإخوان، وصاحب الكتابات التى شكلت الأساس الفكرى لغالبية جماعات العنف، مع ذكرى وفاة الروائى المصرى الأهم منذ أن عرفت مصر فن الرواية الراحل نجيب محفوظ، والمتابع لسيرة سيد قطب يعرف أنه كان ناقدا ادبيا فى سيرته الأولى قبل أن يتحول إلى صفوف الإخوان، وخلال هذه الفترة تعرض للكتابة عن نجيب محفوظ، لكن ماكينة الدعاية الإخوانية روجت خلال السنوات الأخيرة أن قطب كان اول من كتب عن نجيب محفوظ.
الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق يرى أن كل الكتابات التى قالت أن سيد قطب كان أول من كتب عن نجيب محفوظ وتنبأ بحصوله على جائزة نوبل كاذبة وغير دقيقة بحسب تعبيره، مضيفًا: "كل هذا الكلام لا أساس له من الصحة وتردد بعد حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل".
وأضاف فى تصريحات سابقة ل"انفراد":"سيد قطب كتب عن نجيب محفوظ فى الفترة بين عامى 1947 و1948 بينما كان نجيب محفوظ فى هذه الفترة قاص وروائى معترف به وحاصل على جائزة مجمع اللغة العربية بعد منافسة مع أحد كبار كتاب مصر هو محمد سعيد العريان فكيف يكون سيد قطب هو أول من كتب عنه".
ويشير النمنم، إلى أن هناك رسالة دكتوراة فى كلية دار العلوم عن نقاد نجيب محفوظ أشارت إلى عدد كبير من النقاد الذين تناولوا كتاباته قبل سيد قطب، متابعًا:"نجيب محفوظ بدأ كتابة الروايات عام 1934 فكيف لم يكتب عنه أحد قبل سيد قطب فى عام 1947 ؟" مشيرا إلى أنه فى عام 1944 كان نجيب محفوظ طرفا فى معركة ضارية مع عباس العقاد وهو ما يثبت أنه كان معروفا للجميع قبل أن يكتب عنه سيد قطب".
وأضاف: "إذن القول بأن سيد قطب هو أول من كتب عن نجيب محفوظ هو قول كاذب والقول بأنه تنبأ بحصوله على جائزة نوبل هو قول غير دقيق".