قالت الحقوقية داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية، إن الكونجرس الأمريكى، عقد أمس جلسة استماع بعنوان "مصر: الفرص والتحديات للسياسة الأمريكية"، وتم فيها مناقشة وضع حقوق الإنسان فى مصر بالتوازى مع التحديات الأمنية والأوضاع الاقتصادية، واقترح بعض النواب مشروع قانون لاقتطاع جزء من المساعدات المقدمة لمصر حوالى 200 مليون دولار وإعطائها لتونس لأنها أولى – على حد قولها.
وأضافت "زيادة" فى تصريحات لـ"انفراد": "هذه الجلسة من أفضل جلسات الاستماع التى تمت بخصوص مصر حتى الآن، فى كل الثلاث جلسات المشابهة التى تمت على مدار الفترة الماضية، وقد تم افتتاحها بتصريح غريب من رئيسة لجنة الشرق الأوسط أنها وقعت على طلب مع أعضاء آخرين لاقتطاع مبلغ المائتين مليون دولار المخصصة لتطوير الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مجمل مبلغ المساعدات السنوية المقدمة لمصر، وتقديم هذا المبلغ لتونس لأنها أولى باهتمام أمريكا".
وتابعت "زيادة": "لاقى هذا التصريح قبول لدى بعض المتحدثين الأخرين الذين تحدثوا عن الحالة الحقوقية فى مصر، وضرورة تطوير منظمات المجتمع المدنى والتعامل معها كشريك، وهو الأمر الذى لم ينكره أغلب الشهود وأعضاء الكونجرس الآخرين الذين أدلوا بتعقيبات، مع تأكيدهم الكامل على أن هذا يجب أن يحدث بحذر شديد نظراً لوجود تهديد كبير تتعرض له مصر الآن من الجماعات الإسلامية".
واستطردت بالقول: "تم أيضاً خلال هذه الجلسة مناقشة ضرورة إدراج الإخوان كتنظيم إرهابى، وأنه لا يجب أن ينظر لهم كبديل ديمقراطى أو كفصيل سياسى، وأنهم لا يستطيعوا ولم ينجحوا فى تحقيق الديمقراطية المنشودة لمصر نظراً لمذاهبهم المتطرفة، وهذا ما اتفقوا عليه جميعاً".
وأوضح أن هذه الجلسة تعكس أن رؤية الكونجرس للأوضاع فى مصر قد تغيرت بشكل إيجابى جداً، وأن داخل الكونجرس أصبح هنا درجة أكبر من الفهم لوضع مصر الأمنى والاقتصادى والتحديات التى تواجهها، بنسبة 90 بالمائة، مضيفة: "كانت جلسة إيجابية فى حق مصر، ولا أظن أنه باستطاعة بعض الأعضاء النجاح فى تمرير طلب اقتطاع جزء من المساعدات، لأن هذه مسألة مرتبطة باتفاقيات دولية وقعت عليها مصر وإسرائيل وأمريكا، ولا يمكن تغييرها الآن بهذه السهولة، لكن ربما أراد بعض هؤلاء الأعضاء استخدامها كورقة ضغط على القيادة السياسية فى مصر لا أكثر".
واختتمت تصريحاتها بالقول: "تعليقى على مسألة الأولوية فى منح المساعدات، كان هو أن مصر هى أكبر بلد عربى وأكثر بلد قادر بالفعل على تحقيق تطور ديمقراطى فى وسط كل الخراب بالشرق الأوسط الذى نعيشه الآن، ومن يغفل هذه الحقيقة مخطئ بكل تأكيد".