قال المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ، إن القوات المسلحة ساندت الإرادة الشعبية في 30 يونيو، ثم كان بيان 3 يوليو وخارطة الطريق، فكنا أمام رئيس وطني هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تبنى المشروع الوطني لبناء جمهورية جديدة ودولة ديمقراطية عصرية حديثة.
جاء ذلك خلال احتفالات حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ، بذكرى عيد الجهاد الوطني، وبحضور النائبة فيبي فوزي وكيلة مجلس الشيوخ وعدد من نواب مجلسي النواب والشيوخ وممثلي الأزهر والكنيسة رؤساء الأحزاب السياسية والشخصيات العامة والقوى السياسية والوطنية ورموز الإعلام والصحافة.
وأكد رئيس الوفد أن الرئيس السيسي تسلم شبه دولة، دون سلطة حقيقية، والجميع شاهد على هذه الفوضى التي كان مقدرًا لمصر أن تسقط فيها كما سقطت دول مجاورة، لكن مصر بتاريخها الحديث والقديم، وصلابة شعبها، كانت أمام معجزة كتلك المعجزة التي حققها محمد علي عام 1805، وكانت إرادة الشعب التي تلاقت وتآزرت مع الإرادة الوطنية للرئيس عبد الفتاح السيسي وكنا أمام المعجزات التي تحققت على أرض الواقع.
وأضاف أبو شقة، أن مصر استطاعت أن تحقق الأمن والأمان في الداخل وعلى الحدود والاستقرار السياسي بإصرار الرئيس السيسي على إجراء الانتخابات البرلمانية، والإصلاح الاقتصادي.
وشدد رئيس الوفد على أن مصر الآن تؤسس لجمهورية عصرية حديثة يسود فيها الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، برئيس ينسب الفضل إلى الشعب المصري، فهو رجل يبني متجردًا من أي شيء إلا العطاء الوطني، مضيفًا: "علينا أن نتكاتف جميعًا وأن ندرك أن المؤامرات مازالت مستمرة وأن نكون حذرين، وأن نكون جميعًا على قلب رجل واحد مع زعيم وطني شجاع يواصل الليل والنهار من أجل هذا الوطن".
وقال رئيس حزب الوفد ووكيل أول مجلس الشيوخ، إن هناك معجزة لم تحدث في تاريخ الشعوب بعودة حزب الوفد قويًا بعد غياب 25 عامًا، راسخًا وشامخًا حاملًا لمبادئه ووطنيته، التي مازالت مستمرة حتى الآن.
وأكد أبو شقة أن الكفاح لم يتوقف من أجل أن تبقى مصر حرة أبية وكرامة حقيقية من أجل المواطن المصري، فكنا أمام الوجه الآخر لثورة 1919 الثورة الشعبية الحقيقية وهي من الثورات القليلة في العالم التي لا نظير لها والتي أسست لدولة، وكرمز حقيقي لثورات الشعوب عندما تخرج على قلب وتصميم وإرادة رجل واحد بمطلب واحد هو الوطن وحمايته والدفاع عنه، وهو النموذج الذي رأينا فيه مصر والمصريين كشعب يجمع البشاوات بجوار الجلاليب الزرقاء، وكانت المرأة المصرية تشارك لأول مرة في مظاهرات جنبًا إلى جنب مع الرجل، وكنا أمام شهيدات سقطن دفاعًا عن الوطن.
وأضاف رئيس حزب الوفد أن ثورة 30 يونيو هي الوجه الآخر لثورة 1919، حيث خرج 33 مليون مصري في جميع ربوع مصر لا هدف لهم بجميع الأطياف والفئات سوى مصر الوطن، وتلك هي عظمة مصر والمصرين بأنه عندما تتعرض الدولة المصرية لخطر نجد صلبة قوية تتحطم عليها مؤامرات المتآمرين وأي طامع، وهو ما حدث في 30 يونيو عندما رأينا هذه الصلابة المصرية رافضةً الوضع التي آلت إليه البلاد وتحرك الجميع لحفظ مصر والمصريين.
وأشار أبو شقة إلى أن المحتل عندما شعر بقوة وتنامي وتزايد مظاهرات مصر المطالبة بالاستقلال، تم اعتقال زغلول ورفاقه ونفيه، فكانت أصالة هذا الشعب الذي يمتد بتاريخ ووطنيته كفاحه إلى ما يزيد عن 7 آلاف عام، وخرج الجميع في مظاهرات وعلى صوت رجل واحد يرفع شعار "الاستقلال التام أو الموت الزؤام – نموت نموت وتحيا مصر".
وتابع رئيس الوفد: رأينا القس يخطب في الأزهر والشيخ يخطب في الكنيسة، فكان المعدن الحقيقي لهذا الشعب، بأن الجميع مصري، وتجلى ذلك من قبل عندما كانت الحرب الصليبية، فرفض أقباط مصر مزاعم قادة الحرب الصليبية الذين سخطوا عليهم لانحيازهم إلى الدفاع عن مصر.
ولفت إلى أنه عندما أحس المحتل بقوة هذا الشعب كان تصريح 28 فبراير، وتوالى كفاح الشعب المصري مع زعمائه دون توقف، وذلك من أجل الاستقلال التام لمصر حتى بعد وفاة سعد باشا زغلول 1927، لنكن أمام زعيم جديد "مصطفى باشا النحاس"، الذي واصل الكفاح وأبرم معاهد 1936 ثم قام بإلغائها عندما عاد الوفد وبأغلبية ساحقة ووقف في البرلمان قائلًا: باسمكم وقعت معاهدة 1936 واليوم أطالبكم بإلغائها.
وأردف: لقد تجلت الروح الوطنية يوم 25 يناير 1952 عندما طلبت قوات العدوان تسليم مديرية أمن الإسماعيلية وهاتفت القوات الزعيم فؤاد سراج الدين، وطلب منه الضابط القتال حتى آخر جندي وآخر طلقة، وكانت المعركة التي كانت لها دلالة بأن المصري يدافع عن وطنه وداره حتى آخر نقطة في دمه، وكانت البقية قدمت لها القوات البريطانية التحية تقديرًا لبسالة الجندي المصري.