يعد مشروع توشكى، أحد أهم المشروعات القومية التي يشهدها البلد، بالنظر إلى حجم المردودات والعوائد الاقتصادية المنتظرة منه، سواء فيما يتعلق بتحقيق الأمن الغذائي للمصريين، وكذلك زيادة الصادرات، وسط طفرة زراعية هائلة يشهدها جنوب مصر.
وذكر تقرير لمؤسسة ماعت أنه يقام مشروع توشكى، الذي انطلق في التسعينيات، وواجهته حينها جملة من العقبات التي حالت دون استكماله، في منطقة مفيض توشكى، ويهدف إلى خلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية موازية للنيل، للمساهمة في إضافة مساحة تصل إلى 540 ألف فدان للرقعة الزراعية، ليتم ريها بمياه النيل عبر ترعة الشيخ زايد التي تبلغ حصتها من المياه حوالي 5.5 مليار متر مكعب سنوياً.
ولفت التقرير يهدف المشروع إلى التغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 540 ألف فدان لتصل في المســتقبل إلى مليون فدان، وكذلك تعظيم عائد الموارد المتاحة، وزيادة الصادرات الزراعية، بما يسـاعد في تقليل العجز في الميزان التجاري، إضافة إلى توفير فرص عمل للكثير من الشباب وخاصة من شباب صعيد مصر.
بدأ العمل بالمشروع في 1 أكتوبر، 2020، بتكلفة تصل إلى 6.4 مليار جنيه، وذلك بمضاعفة الآلات والمعدات العاملة، لتسريع عمليات شق الترع وتفريعات المفيض لاستثمار مياهه، والتي كانت تضيع هباءً ولا تستفيد منها مصر بشكل كبير، وتذهب في البحر أو لتغذية الخزان الجوفي بالصحراء الغربية. ومن هنا، كان لا بد من ضرورة استثمار هذه الكميات الضخمة من المياه في زراعات استراتيجية عملاقة، حيث ستحقق توشكى حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتي من القمح بشكل كبير، ولن نحتاج إلا لاستيراد أقل من ربع الكمية، بل وسنعمل على التصدير للخارج.