عملت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، على مجموعة جديدة من المبادرات عبر توزيعها على منتديات التنسيقية المختلفة لتقديم رؤى واضحة بشأنها ومعالجة ما يواجهها من تحديات تشريعية أو تنفيذية، وتضم المبادرات الجديدة مبادرة "هى" وتستهدف وضع استراتيجية متكاملة لبناء المرأة المصرية على المستويات الاقتصادية والتوعوية والسياسية والصحية والاجتماعية، ومبادرة "دعم قطاع النقل البحرى" وتقديم رؤية بشأن التحديات التى تواجهه، ومبادرة للنهوض بالصناعات الجلدية.
كما تتضمن المبادرات مبادرة شباب ووظائف المستقبل، ومبادرة إطلاق منصة لتحدى المخاطر، ومبادرة الشراكات الدولية، ومبادرة شركاء التنمية، ومبادرة تأهيل ذوى الهمم.
ويتضمن العمل على المبادرات توزيعها على منتديات التنسيقية المعنية حيث يتولى كل منتدى تنظيم الاجتماعات الخاصة بكل مبادرة لمناقشتها واستقبال مقترحات الأعضاء فى شأنها بهدف الوصول لرؤية واضحة تضع حلولا لما تواجهها من معوقات.
كما بدأت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورش العمل الخاصة بمبادرة تطوير قصور الثقافة، والتي تنظم ضمن "المنصة الحوارية للعدالة الثقافية" التي أطلقتها منتديات التنسيقية في موسمها الأول، واستهلت الورشة أعمالها بالتعريف بقصور وبيوت الثقافة ودورها في نشر الوعي والثقافة العامة وبناء الإنسان المصري ثقافيا، والإشارة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته استراتيجية التنمية المستدامة برؤية مصر 2030 بالصناعات الثقافية ودعمها كمصدر لقوة الاقتصاد، مشيرة إلى أن عدد قصور الثقافة بمصر 500 قصر وبيت ثقافة، وأنه تم افتتاح 21 قصر ثقافي خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
نظمت الورشة ضمن برنامج متكامل للوصول إلى الهدف المطلوب من المبادرة، ويتضمن البرنامج مرحلتين، المرحلة الأولى هي ورش عمل يشارك فيها عدد من المهتمين من داخل المنتديات بالإضافة إلى عدد من المختصين والمهتمين من خارج أعضاء التنسيقية، والمرحلة الثانية وعبارة عن حلقات نقاشية يشارك فيها شخصيات أكثر تخصصا من الجهات التنفيذية والتشريعية والمجتمع المدني بهدف الوصول لصيغة مثلى للمبادرة محل النقاش.
وقالت النائبة سها سعيد، أمين سر التنسيقية وعضو مجلس الشيوخ، كأحد المهتمين بالثقافة، إن قصور الثقافة تعمل على الارتقاء بمستوى الفكر لدى المواطن، وأنه يجب أن يكون هناك آلية للنهوض بهذا الملف الهام، تقوم على تدريب العاملين بالهيئات الثقافية، وزيادة الوعى الثقافى للشباب ورواد قصور الثقافة.
كما عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورشة عمل عن محو الأمية ضمن المنصة الحوارية للعدالة الثقافية التي أطلقتها منتديات التنسيقية في موسمها الأول، وذلك بمقر التنسيقية بوسط البلد.
في بداية اللقاء استعرض ماجد طلعت، عضو منتدى السياسات العامة بالتنسيقة ورقتين عمل أعدتهما التنسيقية في هذا الملف، مشيرا إلى أن تلك المبادرة تأتي في إطار دور التنسيقية لدعم استراتيجية الدولة للوصول إلى زيرو أمية بحلول عام 2030.
وأضاف طلعت أننا بحاجة لمعرفة رقم حقيقي لعدد الأميين وأماكنهم حتى نتمكن من الوصول لهم، مشيرا لتجارب بعض الدول في هذا الشأن وعلى رأسها روسيا والصين، موضحا أننا بحاجة لتضافر جهود اتحادات العمال والأحزاب والإعلام والمجتمع المدني بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار.
وقالت ماجدة خليل، مدير وحدة البروتوكولات بالهيئة العامة لتعليم الكبار العضو الحكومي، إن الهيئة بدأت بمبادرة تمكنت خلالها من محو أمية مليون و15 ألف دارس من بداية عام 2018 وحتى عام 2021 حيث كان لدينا في يوليو 2017 عدد 18 مليون و56 ألف أمي انخفض عددهم في 1 يناير 2022 إلى 17 مليون و90 ألف أمي.
وأضافت أن الهيئة لديها شراكات مع العديد من الجهات والوزارات مثل القوات المسلحة، ووزارات الداخلية والتضامن والشباب والرياضة، ووزارة الأوقاف كما لديهم شراكات مع عدد من الجمعيات الأهلية و 10 أحزاب سياسية وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وجامعة الأزهر والكنائس المصرية، وبعض الشركات والنوادي والبنوك، مشيرة إلى وجود تنسيق بين الهيئة ومبادرة تكافل وكرامة، وأنهم بدأوا في التشبيك مع مبادرة حياة كريمة للخوض مع المبادرة الرئاسية فيما يخص محو الأمية.
ولفتت إلى أن أبرز المشكلات التي تواجههم هو هجرة بعض الأميين من محافظاتهم إلى محافظات أخرى بحثا عن العمل مما يجعل الأرقام المسجلة ببعض المحافظات حين يذهبوا للبحث عنهم لا يجدوهم، مضيفة أن الهيئة لديها 13 منهج تنطلق من البيئة الخاصة بكل دارس، كما أنهم بصدد إطلاق 3 مناهج أخرى مع وزارة التضامن خاصة بمشروع تكافل وكرامة وذوي الإعاقة السمعية والبصرية.
فيما أكدت منار الخضرجي، مؤسس ونائب رئيس جمعية قبس من نور، على تكامل دور المجتمع المدني وأهمية تعاونه كذراع تنفيذي مع الهيئات الحكومية لتحقيق إنجاز واضح في ملف محو الأمية، مشيرة إلى ضرورة تدريب عدد أكبر من المتطوعين والاهتمام بالتركيز علي تعليم الكبار والصغار.
وأشارت إلى أن جمعية قبس من نور لديها سنوات عمل بمختلف الملفات الاجتماعية بلغت 17 عاما ولكنهم حتى 2009 كانوا يعملون في ملف محو أمية الأطفال وليس الكبار، حتى بدأوا في تعليم الكبار منذ 2009 وصار لديهم مشروعات حصلت على جوائز في هذا الشأن منها مشروع علم بالقلم والذي حصل على جائزتي اسيسكو في 2017 وجائزة التميز المؤسسي في 2020.
وأوضحت أن محو الأمية ليست فقط خاصة بالأمية التعليمية" القراءة والكتابة" وإنما لابد أن نعمل علي محو الأمية بأشكالها المختلفة الثقافية والفكرية والتكنولوجية.
وأوضحت أن أبرز المشكلات التي تواجههم هي الفجوة العمرية بين الدارسين من أطفال أقل من 15 سنة وحتى أعمار أكبر، كذلك خجل بعض الدارسين من التوجه للفصول مما كان يدفعهم للذهاب لهم لتعليمهم بالبيوت، معتبرة أن الأولوية لديها هو تعليم القراءة عن الكتابة لسهولة الأولى مقارنة بالثانية.
وأوضحت أنهم لهم تجربة مع مبادرة حياة كريمة ومبادرة سكن كريم، مشيرة إلى أن منح الحوافز للدارسين هو الذي يدفعهم للاستمرار في الدراسة ومحو أميتهم ومن هذه الحوافز كانت جوائز عمرة وتجهيز فتيات، ودعمهم في إنشاء مشروعات متناهية الصغر ومساعدتهم في الحصول على التمويل اللازم من جهاز تنمية المشروعات.
وقدمت مقترحات بالحصول على 5% من الإيراد السنوي لكل جمعية من ال 52 ألف جمعية على مستوى الجمهورية لصالح صندوق يتم تدشينه بوزارة التضامن لدعم مشروعات وبرامج محو الأمية، كذلك تنويع المناهج باختلاف الأعمار، وتغيير مصطلح محو الأمية بمصطلح التعليم المستمر، وتفعيل دور الإعلام في التوعية بأهمية هذا الملف، ودعم برامج التدريب من أجل التشغيل بجميع المحافظات كل محافظة بما يناسب بيئتها وإمكانياتها ومواردها لتحفيز الدارسين على استكمال الدراسة للحصول على فرصة عمل.
وشدد عبد الله البراوي، طالب بالفرقة الرابعة حقوق القاهرة ومهتم بملف محو الأمية، على أهمية دور الشباب في دعم خطط الدولة تجاه محو الأمية، باعتبارهم الطاقة الحقيقية التي تستطيع صنع تغيير، مع التأكيد علي أهمية الاستفادة من التخصصات المختلفة لخريجي الكليات من الشباب في هذا الملف.
وأشار إلى أن بداية عمله في هذا الملف كان من خلال الأنشطة الطلابية وجلسات المحاكاة التي كانت تتم داخل الجامعة، ولديه مقترح بربط جهود الشباب في محو الأمية بالمنح التعليمية وتوفير فرص العمل.
وطالب بخطة لاستغلال طلاب الكليات والجامعات في رفع الوعي وليس محو الأمية فقط، معتبرا أن خطط محو الأمية الموجودة حاليا والتي رغم أهميتها لم تؤتي بعد بالنتائج المرجوة منها مطالبا بإلزام الشباب بالاشتراك في هذا المشروع وعدم تركه للاختيار الشخصي مع ربط العمل والجهود بهذا الملف بحوافز للطلاب مالمنح التعليمية وفرص العمل.
واختتمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ورشة العمل الرابعة والخاصة بمبادرة مكافحة الادمان والتعاطي، والتي تنظم ضمن "المنصة الحوارية للعدالة الثقافية" التي أطلقتها منتديات التنسيقية في موسمها الأول، واستهلت الورشة أعمالها بالتعريف بأزمة الإدمان والآثار الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عنها، مع الإشارة إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة في الآونة الاخيرة بهذا الملف وضرورة تهيئة البيئة المحيطة لضمان حل فعال وتأهيل مجتمعي مناسب للمتعافين .
جدير بالذكر أن كافة منتديات التنسيقية تتضمن أعضاء تشريعين يتولوا مناقشة الأمور التشريعية بكل مبادرة، كما تضم أعضاء تنفيذين لمتابعة الشق التنفيذي، وكانت المنتديات قد انتهت مؤخّرا من مبادرات مشروع العدالة الثقافية الذي سيتم إطلاقه قَريبًا ويضم مبادرة محو الأمية وتطوير قصور الثقافة ومبادرة مكافحة الإدمان، كما انتهت من مبادرات أطفال بلا مأوى، ومبادرة النهوض بالسياحة.