قدمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان نداءً عاجلا إلى الأمم المتحدة، خاصة المقرر الخاص المعنى بحرية الرأي والتعبير، والمقرر الخاص المعنى بحالة حقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء، تدين فيه مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة الإخبارية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية اغتالت أبو عاقلة وأصابت الصحفى على سمودى، والذى أصُيب إصابة بالغة فى الظهر، وقامت قوات الاحتلال بمهاجمة الصحفيين، واستهدافهم بالرصاص الحى أثناء تغطيتهم لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة على الرغم من أن الصحفيين كانوا متواجدين فى مناطق بعيدة عن الاشتباكات ويرتدون السترات الواقية التى تميز الإعلاميين.
وأعربت مؤسسة ماعت عن قلقها البالغ من الأخبار القادمة من الأراضى المحتلة عن الجرائم التى اُرتكبت بواسطة الحكومة الإسرائيلية بحق الصحفيين فى الأراضى المحتلة، وتصف ماعت اغتيال الصحفيين فى شهر حرية الصحافة بأنه امتداد للأعمال الإجرامية التى ترتكبها سلطة الاحتلال بحق الصحفيين، على مدار السنوات الماضية، وذلك تحت أنظار العالم، وما يمكن وصفه بـ التواطؤ الدولى والصمت على هذه الانتهاكات.
وكانت مؤسسة ماعت قد أصدرت تقريرا على هامش اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو رصدت فيه أكثر من 850 انتهاكا بحق الصحفيين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والتى أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد عن 48 صحفيا منذ عام 2000 ولا تزال تعتقل إسرائيل ما يزيد عن 16 صحفيا فى سجونها حتى الآن، وأنه على المجتمع الدولى الضغط على إسرائيل لتوقف عن هذه الجرائم.
وتدين ماعت زيادة عدد المحاولات الإسرائيلية للتضييق على الصحفيين الفلسطينيين وقمع وسائل الإعلام من تغطية الأحداث من الجانب الفلسطيني أثناء الحرب الأخيرة، خصوصا بهدف "إضفاء الشرعية والمصداقية للرواية الإسرائيلية أمام العالم منتهكا القوانين الدولية ومقوضا حق الناس بمعرفة الحقيقة". وتشير المؤسسة إلى أن ترتيب إسرائيل على مؤشر حرية الصحافة والذي صدر مؤخرا لا يتوافق تماما مع ما تقوم به سلطات الاحتلال من انتهاكات بحق كل من يقوم بنشر جرائم سلطات الاحتلال.
وفى هذا الإطار قال الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل أن ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق وسائل الإعلام يشكل تكميم للأفواه ويجب وقفه وردع إسرائيل عما تقوم به وأشار عقيل أنه في ظل الشهر الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة يجب على العالم أن يتخذ موقفا واضحا تجاه هذه الجرائم الإسرائيلية والتي تمثل انتهاكا للحق في حرية الرأي والتعبير وهو ما كفلته المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وطالب عقيل من المقرر الخاص المعني بحرية الرأي والتعبير زيارة الأراضي المحتلة للوقوف على ما تقوم به إسرائيل تجاه الصحفيين والإعلاميين في الأراضي المحتلة وما تقوم به من اعتقال واحتجاز واستهداف للصحفيين والمقار الإعلامية ولوضع صورة واضحة أمام مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة للجرائم الإسرائيلية. وطالب عقيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتعيين ولاية خاصة لحماية الصحفيين وذلك من أجل وقف محاولة تشويه الحقيقة من قبل سلطات الاحتلال.