على هامش فعاليات إطلاق مبادرة "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" بين مصر والإمارات والأردن، اليوم بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، أجرى الدكتور مصطفى مدبولى حواراً مع عدد من وسائل الإعلام المصرية والإماراتية والأردنية بشأن إطلاق الشراكة.
وأشار السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، إلى أن الدكتور مصطفى مدبولى استهل تصريحاته لوسائل الإعلام بتوجيه الشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، على تنظيم هذا المؤتمر المهم، والذى وصفه باللحظة التاريخية لشعوب مصر والإمارات والأردن.
وأضاف أن رئيس الوزراء صرح بأن فكرة عمل هذه الشراكة التكاملية نبعت من اللقاء الهام الذى جمع القيادات الثلاثة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية، وجلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين، العاهل الأردنى، فى شهر رمضان الماضي.
وأوضح السفير نادر سعد أن رئيس الوزراء نوه إلى ما تم مناقشته بشأن الأزمة العالمية غير المسبوقة التى يمر بها العالم كله، والتى تعد الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، مصرحاً بأنه كان هناك توجه لدى القيادات التنفيذية فى الدول الثلاث بسرعة العمل على صياغة استراتيجية تكاملية لقطاعات الصناعة كأولوية، تهدف إلى وضع رؤية للتكامل بين الدول الثلاث لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتى فى السلع والمنتجات الأساسية، فى ضوء ارتفاع الأسعار العالمية ونقصها، لاسيما وأن المؤسسات الدولية حذرت من قرب حدوث نقص فى السلع الرئيسية وفى مقدمتها المواد الغذائية.
وقال السفير نادر سعد إن رئيس الوزراء صرح لمندوبى وسائل الإعلام بأن تواجد المسئولين التنفيذيين اليوم ليس لمجرد حضور مراسم إطلاق المبادرة، وإنما لوضع خارطة طريق وخطة تنفيذية ذات إطار زمنى واضح، لتحقيق التنفيذ الفعلى لهذه الشراكة التكاملية فيما بيننا للاستفادة من المزايا التنافسية والنسبية المتوفرة لدى دولنا لتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتى من السلع الأساسية التى تحتاجها دولنا وشعوبنا، وبل التوسعات فيها مستقبلاً بما يضمن توفير الاحتياجات الأساسية لشعوبنا حتى نبقى فى مأمن بقدر الإمكان من هذه الأزمة وضغوطها، وهى الأزمة التى لا يستطيع أى خبير عالمى أن يتنبأ بما سيحدث، لن أقول حتى نهاية العام بل لا يستطيع حتى التنبؤ بما سيحدث حتى نهاية الشهر المقبل.
وردا على سؤال لأحد الصحفيين حول رؤية الحكومة المصرية لمواجهة التحديات الموجودة، قال مدبولي: لدينا احتياطى استراتيجى من كل السلع الرئيسية، وهو ما يمثل بالنسبة لنا دائما حائط أمان ضد أى أزمة طارئة كالتى حدثت خلال الشهور الماضية، وبالتالى كانت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن يستمر العمل دائما على تأمين الاحتياطى الاستراتيجى من السلع الأساسية.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى فى تعقيبه أن الحكومة نجحت حتى هذه اللحظة فى توفير مختلف السلع للمواطنين المصريين، دون أن يشعر المواطن بأى نقص فى السلع، وبالتأكيد هناك زيادة فى الأسعار كما حدث فى العالم كله، ودورنا كحكومة هو مراعاة البعد الاجتماعى، وأن نستوعب جزءا من هذه الزيادة فى الأسعار وأن نمرر جزءا بسيطا على المواطن المصري.
وتابع: "خطتنا ستستمر بالعمل على ترشيد الاستهلاك المحلى وتعميق التصنيع المحلى وتوطين الصناعة من أجل توفير السلع الاستراتيجية، وهذا النوع من التكامل بالتنسيق مع أشقائنا فى الدول العربية الشقيقة هدفه تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتى، وجزء آخر مهم وهو العمل على تعظيم صادراتنا".
وأشار، فى هذا السياق، إلى أنه على الرغم من المحنة الشديدة الموجودة، لكن لدينا فرصة كبيرة مع نقص سلاسل الإنتاج فى العالم كله، فمصر لديها الإمكانيات والبنية الأساسية لتزيد من صادراتها وتضاعفها، ولدينا هدف فى الوصول بصادراتنا إلى أكثر من 100 مليار دولار.
وتعقيبا على سؤال أحد الصحفيين حول مستوى التنسيق بين قيادة البلدين فى مصر والإمارات، قال الدكتور مصطفى مدبولى: "حقيقة وبدون أى مجاملة، فإن هناك تنسيقا حقيقيا يتم على كافة المستويات بدءا من قيادتى البلدين التى تربطهما علاقة أخوة ممتازة"، مؤكدا أن التنسيق المتميز بين البلدين هو ما يمكننا من أن ننجز فى أيام قليلة ما كان يفترض أن يستغرق شهورا أو سنوات.