استقبل أعضاء وقيادات اللجنة العامة لحزب الوفد بالمنوفية برئاسة عصام الصباحى، عضو المكتب التنفيذى للحزب، الدكتور السيد البدوى شحاتة، رئيس للوفد، بالورود خلال حفل الإفطار الذى أقامته اللجنة بشبين الكوم، بحضور عدد من أعضاء المكتب التنفيذى والهيئة العليا وقيادات الوفد بالمحافظات.
وفى بداية حديثه، عبر رئيس الوفد - حسب بيان للحزب اليوم الخميس - عن أمله فى أن يلتقى بالوفديين فى رمضان القادم وقد تعافت مصر من أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن هذا لن يتحقق إلا بإرادة صلبة وعمل جاد صادق ومخلص، مضيفًا: "سأتحدث حديث الأمل حديث الحياة والحلم بغد مشرق يستحقه شعب مصر بعيداً عن حوارات اليأس والإحباط التى أصبحت سائدة على مستوى الأسرة والعمل والإعلام وهذا أكبر خطر يهدد مسيرتنا الوطنية، فالعنصر البشرى المصرى بمعنوياته العالية هو أساس التنمية والرخاء فالأمل حياة واليأس موت".
وقال البدوى، "لقد تحدث اليوم الوفدى المخضرم "على الشرقاوى" عن ذكريات وفدية وطنية فذكر أن الذى وقع اتفاقية وضع جزيرتى تيران وصنافير تحت الإدارة المصرية كان مصطفى باشا النحاس رئيس حكومة الوفد عام 1950، وذلك بعد أن احتلت إسرائيل ميناء أم الرشراش عام 1949 وأخضعت حكومة الوفد كافة السفن التى تمر من مضيق تيران متجهة إلى فلسطين المحتلة للتفتيش من خلال القوات المصرية الموجودة على الجزيرتين، وعندما حاولت سفينة بريطانية المرور دون الخضوع للتفتيش أطلقت عليها القوات المصرية النيران فتوقفت وتم تفتيشها، وتحدث أيضاً كيف رفض وزير خارجية الوفد فى ذلك الوقت محمد صلاح الدين باشا مقابلة 4 سفراء لأربع دول عظمى فى ذلك الوقت أمريكا إنجلترا وفرنسا وتركيا عندما ذهبوا لمقابلته اعتراضاً على إجراءات التفتيش فى مضيق تيران فرفض مقابلتهم، قائلاً: "أنا لا أقابل مظاهرة من سفراء ولكنى أقابل أى سفير لأى دولة على حدة وبناءً على موعد أحدده"، مضيفًا أن تعرض الوفد لمآسٍ كثيرة بدأت بحله سنة 1953 واعتقال معظم زعمائه وتحديد إقامة زعيم الوفد مصطفى النحاس باشا.. وعاد الوفد للحياة السياسية مرة أخرى عام 1978 بتوقيعات أكثر من عشرين نائباً فى مجلس الشعب وفقاً لقانون الأحزاب فى ذلك الوقت.
وأضاف"البدوى"، أنه فى 25 يناير كان الوفد فى طليعة الثوار، وكان حزب الوفد هو الحزب الوحيد الذى أعلن عن نفسه فى ميادين التحرير بأعلامه الخضراء والهلال محتضنا الصليب، وكان رئيس الوفد يوم 25 يناير مساء بعد أن انفض ميدان التحرير أول من أعلن ان هناك ثورة وطالب بتنفيذ مطالب الثورة، وكان الوفد أيضًا أول من أعلن أن رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت قد فقد شرعيته وعليه ترك منصبه، واستمر الوفد فى كفاحه بخوض انتخابات النواب فى 2012 فى ظل استقطاب إسلامى حاد ممثلا فى الإخوان وحزب النور واستقطاب دينى مسيحى ممثلا فى الكتلة المصرية فى ذلك الوقت واستطاع الوفد منفردًا أن يكون الحزب المدنى رقم 1 وكان له وكيل فى مجلس الشعب وآخر فى مجلس الشورى، وكان له 42 نائبًا فى مجلس الشعب و15 فى الشورى.
وأضاف "البدوى"، البعض يحاول أن يقارن هذه الأيام بتاريخ الوفد وماضيه من الصعب جدا المقارنة، فالظروف السياسية مختلفة، فكان هناك احتلال أجنبى وكانت قضية الاستقلال قضيه وطنية تجمع الشعب كله خلف زعامته فكانت ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول زعيم الوفد، مشيرا الى أن تلك الفترة كانت ثرية بقامات فكرية وسياسية وأدبية تمثل نخبة لا يمكن أن تتكرر إلا بعد زمن بعيد استطاعت أن تؤجج المشاعر الوطنية والانتماء الوطنى.
وتابع: "اطمئنكم لأنه حتى فى انتخابات 2015 خضنا انتخابات بمرشحين من أشرف وأقوى مرشحى أى حزب سياسى ولم ندفع جنيهاً واحد لأى مرشح، وخضنا الانتخابات ولدينا الآن 45 نائبا فى مجلس النواب و76 مرشحاً خاضوا معركة الإعادة ولم يوفقوا ومنهم قيادات وفدية لهم ثقل سياسى وثقل وفدى للأسف غابت عن البرلمان بسبب المال السياسى المشبوه الذى كان له القول الفصل فى هذه الانتخابات كل نوابنا خاضوا معارك قوية على مستوى الجمهوريه فقدنا خيرة النواب الذين كانوا مؤهلين لدخول المجلس بسبب المال السياسى".
وأوضح، أنه بالرغم من ذلك وفى ظل تلك الظروف فالوفد له هيئة برلمانية تمارس دورها بكل شرف وكل قوة وله وكيل فى مجلس النواب هو النائب سليمان وهدان، مشيرا إلى أن الحزب فتح مقرات لخدمة المواطنين فى مقار حزب الوفد بالمحافظات ويتبنى القضايا العامة ومشاكل المواطنين ويعمل على حلها بالتواصل مع الحكومة ومن خلال الهيئة البرلمانية للحزب، موضحا أن الحزب أمام معركة هامة جدا وهى المحليات، وتعد بداية الانطلاق لكافة الأحزاب للمساهمة فى بناء دولة لا مركزية ديمقراطية حديثة وعادلة .
واشار إلى أن مصر ليس بها حزب حاكم حتى يكون الوفد حزباً معارضاً كما كان فى عهد الحزب الوطنى وحزب الحرية والعدالة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى ليس رئيسا لحزب وإنما رئيسًا لكل المصريين على اختلاف انتمائتهم الحزبية والسياسيه وفقًا للدستور، مشيرًا إلى أن الجميع فى سفينة واحدة وهى سفينة الوطن، وعلينا جميعا أن نعبر بها إلى بر الأمان ولا يعنى ذلك أن نجد خطأ نتجاوز عنه أو مشكلة نغض عنها الطرف هنا سنقف ونصحح ونطرح الرؤية البديلة والصحيحة.
وأكد رئيس حزب الوفد، أن الحزب بصدد إعداد رؤية شاملة للإصلاح الاقتصادى النقدى والمالى لتصحيح ماجاء فى الموازنة العامة للدولة، لأن الموافقة المشروطة التى صدرت عن الهيئة البرلمانية لحزب الوفد كانت محل نقاش كبير بين الوفديين، مشيرًا إلى أن بيت الخبرة البرلمانى فى الوفد بمشاركة 3 من كفاءات الحزب، هم الدكتور ياسر حسان والدكتور محمد فؤاد والدكتور يوسف إبراهيم ووضعوا تقريرا ممتازا حلل الموازنة العامة تحليلا علميا اقتصاديا، وبناءً على هذا التقرير حدث اجتماع بين النائب محمد فؤاد ووزيرى المالية والتخطيط ورئيس لجنة الخطة والموازن بمجلس النواب، وناقشوا ملاحظات الوفد على الموازنة العامة.
واضاف: "عاوز أقول لكم ببساطة أن كافة إيرادات الدولة 635 مليار جنيه والمصروفات 950 مليارا، أى هناك عجزا قدره 315 مليارا، ومن ضمن المصروفات فى الميزانية 741 مليون جنيه لثلاثة بنود هى الأجور (مرتبات العاملين فى الدولة) والدعم وخدمة الدين ويتبقى 209 مليارات للإنفاق على كافة الخدمات والإنشاءات والمشروعات، وبالتالى إحنا فى أزمة من يتصور أننا نملك رفاهية الجدل والمزايدة فقد جانبه الصواب، فنحن نمر بأزمه تهدد الجميع والعام القادم لو استمر الوضع على ما هو سنكون أمام كارثة" .
وأوضح"البدوى"، أن الهيئة البرلمانية للوفد اجتمعت فى مقرها بمجلس النواب وناقشت مشروع الموازنة ووافقوا موافقة مشروطة بـ4 تحفظات حددتهم اللجنة المشكلة من بيت الخبرة البرلمانى وطلبوا من الحكومة المراجعة الدورية كل 3 شهور للتأكد من تحقيق ما ورد فى الميزانية ووافقنا أيضًا على برنامج الحكومة موافقة مشروطة على أن يكون هناك متابعة دورية، وأذكر لكم أن الوفد هو حزب الوطنية المصرية وسيظل وأن هناك ظروفًا سياسية واقتصادية وداخلية إقليمية ودولية تفرض علينا فى حزب الوفد أن نتخذ مواقف وطنية أكثر منها سياسية تحقق المصلحة العليا للبلاد أكثر منها مواقف حزبية، ولو كانت الموازنة العامة تطرح فى ظروف عادية لكان لنا رأى آخر ولكن البديل صعب عدم صرف المرتبات أو إلغاء الدعم أو عدم سداد خدمة الدين، وبالتالى هناك أمور حكمت هذه الموافقة وهى أمور حتمية لا تملك الحكومة أو أى حزب سياسى حلا وقتيا لها، ولكن علينا جميعاً من الآن البدء فى هذه الحلول حتى لا نقف نفس الموقف العام القادم.
وأشار "البدوى"، إلى وجود نصوص دستورية حددت نسب 10% من الناتج المحلى للتعليم والصحة والبحث العلمى - أى 270 مليار للثلاث خدمات - وعلينا أن نعمل من الآن على إيجاد حلول للالتزام بالنص الدستورى.
واختتم البدوى حديثه بتوجيه التحية إلى الشعب المصرى، الذى ثار فى 30/06/2013 ضد من حاولوا اختطاف الوطن وتغيير هويته كما وجه التحية لجيش مصر العظيم الذى انحاز لإرادة الشعب وحماها فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.