صدر أمس عدد يونيو من "الكتاب الذهبي"، تحت عنوان: "الخريطة الجديدة لمصر"، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو، للكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف"، الأمين العام لنقابة الصحفيين.
ويتناول الكتاب برؤية تحليلية مستندة إلى الأرقام والإحصائيات، الخريطة الجديدة لمصر، من واقع الرقعة التاريخية إلى واقع الإنجازات التنموية، متطرقًا بجهد بحثي إلى مكونات الخريطة المصرية، في شتى مجالات التنمية الشاملة، من خلال مقارنة بين الواقع في عقود ما قبل العام 2013، وما تحقق فعليًا من قيمة مضافة على خريطة التنمية في مصر، موثقًا بالإحصائيات.
ويمتاز الكتاب بمنهجه التحليلي، الذي تناول كل محور من محاور التنمية على الخريطة المصرية، بنظرة تاريخية بالغوص في جذور القضايا التاريخية، وما تحقق من جهد تراكمي بلغ لمساحة المعمور في مصر حتى 7% حتى العام 2011، وما نتج عن ذلك من تكدس مع الزيادة السكانية المتنامية، وتراجع في جودة الحياة.
وينتقل الكاتب في كل قضية إلى الواقع بتحدياته، وما تحقق من إنجازات تمثل قيمة تنموية جديدة على خريطة مصر، برؤية تحليلية سياسية، تشخص التحديات والإنجازات والتوقعات دون إغفال التحديات الناجمة عن أزمات عالمية.
وجاء الكتاب في تمهيد وستة فصول، وجاء التمهيد تحت عنوان: "خريطة جديدة لمصر رُسمت بالعرق والدماء"، الذي استهله بموقع مصر الجغرافي "في الركن الشمالي الشرقي من القارة الإفريقية، وامتدادها الآسيوي في شبه جزيرة سيناء تُطل أم الدنيا مصر، أرض الكنانة بسواحلها الشمالية على البحر المتوسط والشرقية على البحر الأحمر"، وصولًا إلى المساحة ومعدلات الكثافة السكانية وتحديات الواقع، وآثار تلك التحديات على ما شهدته مصر من أحداث سياسية في السنوات الأخيرة.
ويؤكد الكاتب، أن الكتاب توثيق لحقبة تاريخية من التعمير والبناء سيقف أمامها كثيرًا كتاب التاريخ والباحثون من الأجيال القادمة، لقدرة الجمهورية الجديدة على اختصار الوقت بتحقيق إنجاز ضاعف رقعة المعمور في مصر، لتصل من 7.8% من إجمالي مساحة مصر التي تتجاوز مليون فدان، إلى 13.8% عمران من مساحة مصر يعيش عليها 103 ملايين مواطن.
ويتناول الفصل الأول؛ "الزراعة من الفأس والرأس إلى سلاح في معارك الأمن الغدائي"، متناولًا بأسلوب يمزج بين الأسلوب الأدبي منطلقًا من امتهان المصريين للزراعة منذ فجر التاريخ على ضفاف النيل، لما تركه المصريون على جدران المعابد من توثيق لحضارتهم الزراعية على جدران المعابد، وصولًا للفلاح المصري الذي يؤمن بأن من يأكل من فأسه فإن قراره من رأسه، بما تحمل من دلالات عميقة على الأثر المباشر للأمن الغذائي على استقلال القرار السياسي.
ويبحر الكاتب أيمن عبدالمجيد بالقراء بخفة وسرعة بين الدلائل التاريخية على أن مصر كانت سلة غذاء العالم، وصولًا لتحديات الخمسين عامًا الماضية التي شهدت عجزًا كبيرًا في معدلات الإنتاج المحلي للسلع الأساسية، وفي مقدمتها القمح وتطورات التنمية في الرقعة الزراعية بأسلوب إحصائي يقارن بين معدلات التنمية والعجز. بين الإنتاج والاستهلاك في كل 20 عامًا، وصولًا لما تحقق خلال الثماني سنوات الأخيرة، والذي يمثل إضافة كبيرة وتحسين معدلات الاكتفاء الذاتي.
وتصل نسبة المعمور في الرقعة الزراعية على الخريطة الجديدة لمصر، 15٪ من إجمالي الرقعة التي تكونت على مدار تاريخ مصر، راصدًا ما تحقق ويستهدف في الدلتا الجديدة، التي تبلغ مساحتها 2.2 مليون فدان، منها 1.2 مليون فدان رقعة زراعية وغيرها، مما تم إنجازه في امتدادات الرقعة الزراعية.
ويستهل الفصل الثاني: "الروح التي تسري في شرايين التنمية.. الكهرباء والطاقة"، بتشبيه بليغ يصور فيه الكهرباء بالروح التي تسري في جسد الكائن الحي، تحس ولا ترى، وبخروجها من الجسد يصبح جثة هامدة، وهكذا الكهرباء لا نراها ولكن نستدل عليها من أثرها في التنمية، وهي الروح في جسد التنمية الشاملة.
ويتناول الكاتب العجز في الكهرباء والطاقة قبل العام 2014، وما شهدته الطاقة من قيمة مضافة حوّلت العجز في السابق الذي بلغ 3000 ميجاوات إلى فائض للتصدير، متطرقًا للمصادر الجديدة والمتجددة كافة.
وبنفس المنهجية البحثية المقارنة، والمزج بين التحليل السياسي والاقتصادي والإحصائيات يحدد الكاتب ملامح "شرايين التنمية"، المشروع القومي للطرق قبل وبعد 2014، والقيمة التي أضيفت للطرق ووسائل النقل الوليدة وما شهدته الشبكة القديمة من رفع كفاءة، وإعادة تأهيل، منتقلًا إلى مشاريع الربط القاري.
ويتناول الفصل الرابع العلاجات الجذرية للكثافة السكانية.. عاصمة جديدة و13 مدينة وليدة، متجولًا في القيمة المضافة للعمران في الأجيال الأربعة للمدن، وما شهدته من توسعات فعلية.
فيما يتناول الفصل الخامس، الخريطة الجديدة للعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، متطرقًا للعشوائيات، وحياة كريمة، والعدالة بمفهومها الواسع، لتصل من الحق في الحياة بمكافحة الإرهاب إلى الحق في السكن الكريم، وحتى حقوق السجناء، بما تشهده خريطة السجون من إزالة للمؤسسات العقابية التقليدية، وإنشاء مراكز إصلاح وتأهيل بفلسفة تنموية تستهدف دمج المعاقبين قضائيًا في المجتمع بتأهيلهم، مرورًا بحياة كريمة التي تستهدف تحسين جودة الحياة بريف مصر، وبرامج الحماية الاجتماعية للأكثر احتياجًا.
وصولًا إلى باب تحديات الواقع وآفاق المستقبل، الذي يقدم رؤية تحليلية للتحديات المحلية والعالمية ومقترحات المواجهة.
ويختتم الكتاب بشهادات لخبراء متخصصين يطرحون رؤيتهم لما شهدته تخصصاتهم من تحولات، وهم الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام الأسبق، والدكتور محمد الخياط رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والدكتورة كاميليا يوسف الخبيرة بجهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك.