شملت التقارير الأخيرة، التى أحالها مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، للحكومة قبل رفع دور الانعقاد الثانى، تقرير للجنة التعليم والبحث العلمى، عن الاقتراح برغبة المقدم من النائبة رشا مهدی، بشأن استحداث مقرر التعلم الاجتماعى الوجدانى وتخصيص حصص محددة للتدريب على مهاراته داخل المدارس فى مرحلة التعليم الأساسى وحتى المرحلة الثانوية.
وذكر المقترح أن التعلم الاجتماعى الوجـدانى له أهمية فى قدرته على التأثير فى سلوك الآخرين وخلق بيئة محفزة تعزز العمل والإنجاز، بما يحقق الأهداف المرجوة من خلال المهارات الاجتماعية والوجدانية مثل الحب والولاء، لافتا إلى أن متطلبات تحقيقه تتمثل فى بناء بنية أساسية للمدرسة تستطيع دعم التعلم الاجتماعى العاطفى، ووجود توافق وانسجام بين التعلم الوجدانى والبرامج والأساليب التى يتم العمل بها داخل المنظومة التعليمية، وتبنى مجموعة من القيم الأساسية والمبادئ والمعايير.
وأكدت الحكومة أن المنهج الوجدانى المذكور بالاقتراح ليس ببعيد عما يتم العمل به فى تطوير المناهج المصرية، وتم وضع التعلم الاجتماعى الوجدانى والمهارات الخمسة الخاصة به ضمن الأسس والركائز القائمة عليها تطوير المناهج، موضحة أن ركائز بناء الإطار العام للمناهج تتمثل فى المهارات الحياتية الـ 14 إلى جانب منظومتى القيم والقضايا، كما تم وضع مواصفات الخريج عام 2030 من رياض الأطفال حتى الثانوية العامة ومنها قدرته على التعلم والتعليم المستمر، ويكون معتز بوطنه وتراثه، ومتمسكاً بقيم مجتمعه ومتعايش مع الآخرين، ومؤمناً بالقيم ومفكر ومبدع، وذكرت "وقد وضعت الأمم المتحدة 12 مهارة وتم تبنيهم وتطويرهم إلى 14 مهارة وتصنيفها وفق أبعاد التعلم.. كما تم دراسة بعض التجارب العالمية فى هذا المجال للاستفادة منها".
وتمثلت توصيات اللجنة، التى رأت أنه يتوجب على وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى اتخاذ بعض الإجراءات فيها، هى:
- الاهتمام بمهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى وتطبيقها من خلال حصص للنشاط، وتطبيق المهارات على عينة استطلاعية فى البداية لقياس الأثر.
-الاهتمام بالأنشطة المختلفة التى تنمى مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مثل العودة إلى أنشطة الأسر الطلابية والتى تعمل على تعميق العلاقات الودية بين الطالب والمعلم وبين الطلاب بعضهم ببعض.
-تخصيص حصة نشاط أسبوعيا تحت مسمى (حصة الحياة) والتى يتبادل فيها الطلاب الحوار مع المعلم أو الأخصائى، ومع بعضهم البعض؛ حيث يتم فى حصة الحياة التدريب على مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مما ينعكس بدوره على صحتهم النفسية وعلاقتهم بالآخرين وقدرتهم على مواجهة المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة، وزيادة النشاطات التى تساعد على ترابط الطلاب بالمعلم.
-تكوين فريق من الخبراء فى التربية وعلم النفس والصحة النفسية لإعداد برنامج متكامل يتضمن جميع مهارات التعلم الاجتماعى الوجداني؛ وبحث يتناسب مع كل مرحلة من المراحل التعليمية المختلفة فى مرحلة التعليم الأساسي.
- تدريب المعلمين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين على مهارات التعلم الاجتماعى الوجداني.
- تهيئة بنية تعليمية مناسبة لتطبيق هذه المناهج.
يذكر أن تعريف التعليم الاجتماعى الوجدانى، هو "العملية التى من خلالها يكتسب الأطفال والبالغون المعرفة والمواقف والمهارات اللازمة لفهـم وإدارة العواطـف، وتحديد وتحقيق الأهداف الإيجابية، واظهـار التعاطف مع الآخرين، وإنشاء العلاقات الإيجابية والحفاظ عليها، واتخاذ قرارات مسئولة"، وذلك من خلال مهارات التعلم الاجتماعى الوجدانى مثل: الوعى الذاتى، والإدارة الذاتية، صنع القرار المسئول، العلاقة الصحية، الوعى الاجتماعي".