وصف أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربى، اللقاء الذى جمعه بعد ظهر اليوم، الثلاثاء، بالأمين العام الجديد للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأنه كان متميزا وإيجابيا ووديا للغاية حيث جرى نقاش تناول مختلف الأوضاع العربية وقال إنه عبر عن تقديره لدور البرلمان العربى فى دعم العمل العربى المشترك، وأن أعضاء هيئة مكتب البرلمان قدموا الشكر له فى توجهاته الرامية إلى حلحلة الكثير من قضايا الأمة.
ولفت فى تصريحات للصحفيين إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى الكثير من القضايا المهمة فى الوطن العربى وفى صدارتها الإرهاب والقضية الفلسطينية واللاجئين السوريين مشيرا إلى أنه لمس اهتماما واضحا من قبل الأمين العام بهذه القضايا المصيرية وقال أن البرلمان العربى يرى فيه قيادة متميزة وقادرة على الإسهام بدورها فى إيجاد حلول لهذه القضايا والمضى قدما من أجل تجاوزها بحكم ما يتسم به من خبرة سياسية ودبلوماسية وكاريزما عالية وتوجهاته الإيجابية فتحت الكثير من الآفاق الواسعة أمام البرلمان العربى خلال الفترة المقبلة للمساهمة بفعالية فى حل القضايا الراهنة فى المنطقة العربية مشيدا فى الوقت ذاته بالدور المتميز الذى لعبه الدكتور نبيل العربى الأمين العام السابق فى ظل الظروف والمتغيرات التى واجهتها المنطقة خلال الفترة الماضية.
وأكد الجروان أنه تم الاتفاق على تفعيل التنسيق بين البرلمان العربى والجامعة العربية وتطويره إلى آفاق أكثر رحابة وقال سوف نعمل مع أبو الغيط على تعزيز هذا التنسيق وذلك بحكم أنه رجل برلمان إضافة إلى كونه سياسى ودبلوماسى.
وفى رده عن سؤال حول توقعاته من القمة العربية المقبلة فى نواكشوط أشار الجروان إلى أن البرلمان العربى تلقى دعوة للمشاركة فى هذه القمة وسوف يطرح رؤيته من خلال التقرير الذى سيقدمه أمينه العام متناولا تطلعات ومتطلبات الشعب العربى، من قادته فضلا عن مختلف التحديات التى تواجه الأمة سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا.
وحول لقائه مع هيئة مكتب البرلمان العربى بسفير البحرين فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة أكد الجروان الدعم الكامل من قبل البرلمان العربى فى مواجهة الهجمة الشرسة من قبل إيران وتدخلها فى الشئون الداخلية للبحرين ولغيرها من دول المنطقة مشددا على تقديم كل المساندة للتوجه الإصلاحى الإيجابى الذى يقوده العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة مؤكدا أن هناك تنسيقا بين البرلمان العربى ونواب البحرين بشأن توجيه رسالة للمجتمع الدولى حول أن البرلمان يقف مساندا لتوجهات الشعب البحرينى ضد أى تدخل خارجى سلبى.
وحول تطورات الأوضاع فى العراق نبه الجروان إلى أن العراق فى قلب كل عربى وما يمر به فى المرحلة الراهنة من هجمة إرهابية شرسة دولية إقليمية تحتم الوقوف إلى جانب شعبه بكل مكوناته السنة والشيعة ومسيحيين وأكراد وأيزيديين وغيرهم وقال إننا لا نقبل أن يكون هناك تمييز طائفة عن أخرى من أى دولة فى الإقليم موضحا أن العراق يمثل البوابة الشرقية للوطن العربى ومن الدول المؤسسة للجامعة العربية والشعب العربى كله يساند الشعب العراقى الذى تتناهشه الطائفية والإرهاب والتدخل الإيرانى.
ولفت إلى أن البرلمان العربى يدعم العلاقات الإيجابية ولكنه يرفض التدخل من قبل القوى الإقليمية خاصة إيران التى تحولت من دولة صديقة إلى دولة معادية للوطن العربى حسب توصيف كبار مسئوليها قال إننا نرفض هذا التوجه لأنه يتعارض مع حقائق التاريخ والجغرافيا وروابط الدين مطالبا المجتمع الدولى بأن يكون إيجابيا فى تعاطيه مع محاربة التنظيمات الإرهابية بالذات داعش، وأن يتنبى نفس المعايير بدون تحيز لهذه الطائفة أو تلك مؤكدا أن العراق سيبقى عربيا للأبد ولن يكون فارسيا.
وفيما يتعلق بتقييمه لمؤتمر المعارضة الإيرانية، الذى استضافته باريس مؤخرا قال الجروان إننا لا نتدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى ولكننا داعمون للشعب الإيرانى ولكل الشعوب التى تنشد السلام والمصالحة مع الجميع والتعامل وفق المعايير الدولية فى العلاقات فيما بين الدول وفى مقدمتها احترام حقوق الإنسان لافتا إلى أن الشعب الإيرانى له خصوصيته وأن البرلمان العربى يؤمن بتطلعاته على الرغم من قناعته بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى مطالبا طهران بعدم محاربة السنة داخل إيران واستنزاف الشعب الإيرانى فى حروب إقليمية سواء فى سوريا أو فى العراق أو اليمن بدون أى جدوى تعود عليه.