قال المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة فى دراسة حديثة صادرة بعنوان "ماذا يحدث داخل جماعة الإخوان؟"إن التنافس على قيادة جماعة الاخوان "الإرهابية" بين القيادات الشابة الجديدة والحرس القديم، سوف يستمر فترة طويلة، مما يؤدى إلى الانهيار التنظيمى للجماعة.
وأوضحت الدراسة التى أعدها برنامج دراسات الحركات الإسلامية بالمركز اللأقليمى، أن هناك عددا من التداعيات المحتملة الناتجة عن هذا التنافس، أولها ظهور الكيانات الصغيرة، ففى حالة انهيار الجماعة فإن جزءًا كبيرًا منها سوف يتحول إلى كيانات صغيرة، وسوف يُثار عدد من التساؤلات حول ماهية الأفكار التى ستتبناها والتى قد تندرج تحت الأنماط التكفيرية أو الجهادية أو السلفية، وتوجهاتها التنظيمية.
ولفتت إلى أن تلك التداعيات هى تصاعد أعمال العنف الفردية، حيث يعتقد غالبية شباب الإخوان فى الوقت الحالى، أنهم فى حالة صراع مع الدولة المصرية، وهو من وجهة نظرهم صراع بين الحق والباطل، وبالتالى فإن أى عملية يقومون بها ضد الدولة ستكون بمثابة جهاد فى سبيل الله، وهذا ما يمكن أن يدفع بعضهم إلى ارتكاب أعمال عنف بصورة فردية ضد أفراد الأمن أو المنشآت الحكومية أو المرافق العامة.
وتابعت: "أما ثالث تداعيات التنافس بين شباب الإخوان والحرس القديم فهى تمدد التيار السلفى التقليدى، ففى حالة انهيار جماعة الإخوان واختفائها عن الساحة، سوف يتبعه بصورة تلقائية اختفاء التيارات السلفية المتحالفة معها، نظرًا لأنهم ربطوا مستقبلهم السياسى بجماعة الإخوان، وهو ما يشير إلى خلو الساحة الدعوية أمام الدعوة السلفية التى قد تُتاح فرصة تمددها دعويًّا من جديد، خاصة أنها "القوة الدعوية" الوحيدة التى لا تزال تتسم بالتماسك، مقارنة بغيرها من التيارات السلفية، حيث إن إخفاقها فى العمل السياسى والحزبى فى الفترة الأخيرة سوف يدفعها بقوة إلى العودة للعمل الدعوى من جديد لتعويض ما فاتها".
وأضافت الدراسة أن كل المؤشرات تدفع باتجاه زيادة الانقسامات والانشقاقات فى صفوف الجماعة، خاصة أن الضربات التى تتلقاها الجماعة داخليًّا وخارجيًّا أفقدتها توازنها وقدرتها على تدارك هذه الانقسامات، وإذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل فإن الجماعة سوف تتحلل مع مرور الوقت وتنقسم إلى تنظيمات ومجموعات قد يكون من الصعب توقع ملامحها الفكرية والمنهجية.
ولفتت الدراسة الى الأزمات المتلاحقة التى تمر بها جماعةُ الإخوان المسلمين، وكان آخرها القرار الذى أصدره "محمد عبد الرحمن" عضو مجلس الشورى الموالى لـ"محمود عزت" و"محمود حسين" بإقالة "محمد منتصر" من منصبه، وتعيين الدكتور "طلعت فهمي" متحدثًا جديدًا باسم الإخوان، والذى قُوبل بموجة غضب كبيرة داخل التنظيم، واعتبره شبابُ الإخوان محاولةً من القيادات القديمة للانقضاض على الجماعة، ومحاولة للإطاحة بالشخصيات التى تم اختيارها لإدارة التنظيم، وعلى رأسها "محمد منتصر".