هناك العديد من التغيرات المناخية التي تؤثر سلبًا على قطاع الزراعة؛ أبرزها تآكل التربة، وارتفاع نسبة التبخر، وتلوث المياه، وتقلب أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة الجفاف والفيضانات وغيرها من الممارسات في غير صالح البيئة، وتعتبر من بين التحديات الرئيسية التي تحد من إنتاجية الأراضي؛ وبالتالي تهدد الأمن الغذائي.
دراسة لمركز فاروس للدراسات الأفريقية أكدت أن الخبراء وصانعو السياسات والجهات الفاعلة الأخرى المعنية بسبل العيش الريفية والأمن الغذائي،أوصوابالزراعة الذكية مناخيًّا كوسيلة للحد من الآثار الضارة لتغير المناخ على قطاع الزراعة، حيث أكدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وأن الزراعة في البلدان الأفريقية يجب أن تخضع لتحول كبير من أجل مواجهة التحديات ذات الصلة بالأمن الغذائي وتغير المناخ، وويُتوخى عند اعتماد الزراعة الذكية مناخيًّا (CSA) كاستراتيجية لمساعدة المزارعين العمل على نشر التوعية الخاصة بها، وتوفير متطلبات تطبيقها حتى يمكن الاستفادة من المزايا المترتبة عنها.
وأوضحت الدراسة مفهوم الزراعة الذكية مناخيًّا ومجالات تطبيقها، كذلك المزايا المترتبة عنها بالنسبة للقطاع الزراعي في أفريقيا، كذلك السياسات المختلفة التي اتبعتها أفريقيا على المستوى القاري والإقليمي لدعم تطبيق الزراعة الذكية، كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجه هذا التحول الهام في القطاع الزراعي الأفريقي.
ولفتت الدراسة أنه تمثل الزراعة الذكية مناخيًّا تطورًا لمفاهيم “الزراعة المستدامة”، بما في ذلك الزراعة الخضراء أي النهج الذي يساعد على توجيه الإجراءات اللازمة لتحويل وإعادة توجيه النظم الزراعية لدعم التنمية المستدامة بصورة فعالة، وضمان الأمن الغذائي في وجود مناخ متغير. كما تعرف الزراعة الذكية على أنها تلك التقنيات والممارسات الزراعية التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية الزراعية، ولا تؤدى إلى تلويت البيئة أو المساهمة في تغير المناخ سلبًا، كما أن الزراعة الذكية مناخيًّا (CSA) تعمل على تفعيل أنظمة زراعية تسعى نحو ممارسات خضراء ومقاومة لتغير المناخ، وتدعم الوصول إلى الأهداف المتفق عليها دوليًّا مثل أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس، وترى منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) أن الزراعة الذكية مناخيًّا تهدف إلى معالجة 3 أهداف وهي (الأمن الغذائي أي زيادة مستدامة في الإنتاجية الزراعية والدخل، وبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيثما كان ذلك ممكنًا)