أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، ومساعد رئيس حزب الوفد، أن الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لديها طموح كبير في خوض غمار صناعة دقيقة، تعتبر واحدة من أصعب وأهم الصناعات التكنولوجية، وهي صناعة الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات)، التي تدخل في صناعات مختلفة كالسيارات والغسالات والهواتف الذكية وغير ذلك، مرجعا الفضل في ذلك إلى القيادة المصرية الواعية التى تدرك حجم الثروات التى تمتلكها مصر، وقدرتها على أن تصبح مركز إقليمي لإنتاج أشباه الموصلات.
وقال "الجندي"، إنه وفقا للأرقام الرسمية فإن نسبة مساهمة صادرات الصناعات عالية التكنولوجيا إلى إجمالي الصادرات الصناعية المصرية نحو 3 % وهي نسبة ضئيلة للغاية، ويعكس ذلك ترتيب مصر في مؤشر الابتكار العالمي للعام 2021، في المرتبة 94 من بين 132 دولة، ما يشير إلى أنها من البلدان التي لم تتوسع في الصناعات عالية التكنولوجيا، مؤكدا أن القيادة السياسية كانت حريصة على تغيير هذا الوضع من خلال الاستفادة من ثروات مصر المهملة وتحقيق أقصى استفادة منها، والعمل على زيادة القيمة المضافة منها،مثل الرمال السوداء.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن إنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء، التى تستهدف تحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة، والتى تدخل في عدد من الصناعات منها قوالب الطائرات هياكل السيارات والطائرات، والعربات المصفحة والعربات الحربية، وقضبان السكك الحديدية والكثير من الصناعات الثقيلة، وصناعات السيراميك والبلاط والمنظفات، وصناعة المواد الحرارية والمطاطات، ومواد الصنفرة، خاصة صنفرة الحوائط، والأرضيات عالية التقنية، وصناعة الزجاج والكريستال، وصناعة المعدات الرياضية، وصناعة أدوات التجميل، والدهانات، وصناعة البورسلين، والخزف، وأواني الطهي.
وتابع "الجندي:، كذلك الحال بالنسبة لإنتاج خام الكوارتز، الذي يساهم في الحد من استيراد مدخلات الإنتاج، ودعم التصدير والتبادل التجاري، بالإضافة إلى مساهمته المتوقعة في تحقيق طفرة داخل قطاع التعدين، حيث يعتبر المصنع الأول في مصر والدول العربية وأفريقيا بأكملها، حيث يدخل في صناعة الهواتف الذكية، وصناعة المجوهرات والأحجار الكريمة، والساعات والزجاج، وصب المعادن، وصناعة المواد الحرارية والبترولية، والإلكترونيات، والسكك الحديدية والتعدين، وهو ما يتيح فرص استثمارية غير مسبوقة في هذه الصناعات المؤثرة.
وأوضح "الجندي"، أنه في عام 2021 بلغت الإيرادات من صناعة أشباه الموصلات العالمية 595 مليار دولار أمريكي، بزيادة عن عام 2020، حيث بلغ إجمالي الإيرادات 470.89 مليار دولار أمريكي، وفي عام 2022، وصلت عائدات سوق أشباه الموصلات إلى 676 مليار دولار أمريكي، متوقعا أن تستمر سوق الرقائق في النمو في السنوات القادمة، حتى تصل إلى تريليون دولار أمريكي في عام 2030، مؤكدا أن مصر تتوافر لها ميزة نسبية في مجال صناعة أشباه الموصلات في ظل ما تمتلكه من ثروة طبيعية تسمح لها بذلك، بالإضافة إلى تبنى الحكومة المصرية لبرنامج خاص بتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية في مصر .
وأشار النائب حازم الجندي، إلى أن أرض مصر تحتوي على خامات معدنية تدخل في صناعة الرقائق الإلكترونية والتي تعتبر من نقاط القوّة مثل عنصر النيوبيوم والتنتالم المتركّزين في منطقة أبو دياب بـ "مرسى علم"، و"نويبع" بغرب ساحل البحر الأحمر، ومعدن الولفراميت (أكسيد التنجستين) الذي يدخل في صناعة الإلكترونيات المتركّز في مناطق كثيرة بالصحراء الشرقية، موضحا أن نســبة الشــركات الناشــئة المتخصصــة فــي صناعات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء داخل مصر بلغ نحو 5.3 %مــن إجمالي الشــركات.
وتوقع النائب حازم الجندي، أن الشركات المصرية ستتمكن من فرض نفسها كمورد رئيسي لأشباه الموصلات التى تدخل في عدد كبير من الصناعات، مشيرا إلى أن شركة أيه أس أم أل القابضة وهي شركة هولندية متخصصة في تطوير وصناعة نظم التصوير الضوئي تمكنت من أن تصبح أكبر مورد لأنظمة التصوير الضوئي في المقام الأول لصناعة أشباه الموصلات والمورد الوحيد لآلات التصوير الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة في العالم، وتوظف الشركة أكثر من 28ألف شخص من 120 بلد ، وتعتمد على شبكة واسعة تضم أكثر من 5 ألاف مورد ، ولها مكاتب في الكثير من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة ، وبلجيكا ، وفرنسا ، وألمانيا ، وأيرلندا ، وإيطاليا ، وهولندا ، والمملكة المتحدة ، والصين، وكوريا، واليابان ، وماليزيا ، وسنغافورة ، وكوريا الجنوبية ، وتايوان، بما يعكس اعتماد الدول الصناعية عليها في الحصول على أنظمة التصوير الضوئي، مؤكدا على قدرة مصر على تكرار هذه التجربة لتصبح مركز إقليمي لأشباه الموصلات.