حظي الموهوبون المصريون بنوع من الاهتمام الكبير، من جانب لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشيوخ، حيث ناقشت الاقتراح برغبة المقدم من النائبة سماء سليمان، بشأن تفعيل دور المرشد التربوي والنفسي وتعيين مرشد في كل مدرسة للكشف عن الموهوبين، وذلك وسط حضور ممثلي الحكومة وبالتحديد وزارة التعليم، وأصدرت اللجنة مجموعة من التوصيات، منها وضع استراتيجية لاكتشاف ورعاية الموهوبين، وإنشاء صندوق لدعم الموهوبين بقانون.
وقال نواب لجنة التعليم بمجلس الشيوخ :"تعد التنمية بأبعادها المختلفة ضرورة أساسية لمختلف المجتمعات عامة والنامية منها بصفة خاصة، وتحتل التنمية البشرية أهمية قصوى في ذلك؛ باعتبارها تعني بتهيئة وإعداد العناصر البشرية المؤهلة والقادرة على تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع، ولذا تهتم دول العالم بالكشف عن الموهوبين من الطلاب في كافة المجالات العلمية والرياضية والفنية والثقافية، نظرا لأهمية الاستثمار في العنصر البشري، وترجع أهمية اكتشاف ورعاية وتنمية الموهوبين إذا ما توافرت لهم البيئة المناسبة لاكتشافهم ورعايتهم وتنمية مواهبهم، ومن أجل هذا قدمت الدول البرامج وطورت الأساليب التي تهتم بذلك، ومن بين هذه البرامج، برنامج الإرشاد التربوي الذي يلعب دورا أساسيا في الكشف عن استعدادات وقدرات الأطفال الموهوبين والعمل على تنميتها، وفهم مشكلاتهم والعمل على حلها، وتهيئة الظروف البيئية المناسبة التي تمكنهم من تحقيق التوافق الشخصي والمدرسي والاجتماعي، وقد نفذ هذا البرنامج كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان و فرنسا وروسيا، والسعودية والإمارات.
وأوضحوا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه في 8 ديسمبر 2019 بصياغة مشروع قومي لاكتشاف ورعاية الموهوبين في المجتمع المصري، بهدف اكتشاف وصقل الأطفال والشباب النابغين في جميع التخصصات، ومن ثم يتعين على المسؤولين والمتخصصين في الدولة العمل على فهم طبيعة الأطفال وإعداد الأدوات المناسبة اللازمة لتحديد ما يوجد لديهم من قدرات، واستعدادات ومواهب، ومن ثم توفير البرامج التربوية والتدريبية اللازمة لتنميتها واستثمارها والاستفادة منها؛ حيث غالبا ما توجد تلك القدرات والمواهب لدى الأطفال كاستعداد وطاقة قد تنمو وتتبلور مع نموهم عبر مراحل حياتهم إذا توافرت الظروف والعوامل البيئية المناسبة لتنميتها، وتحقيقها في صورة إنتاج فعلي (قد يكون ابتكاريا) في مجالها وإذا لم تتوافر تلك الظروف فقد تتعرض قدارت هؤلاء الأطفال ومواهبهم للاضمحلال، وقد تخبو؛ ومن ثم تضيع فائدتها على كل من الفرد والمجتمع والدولة.
ورصدوا 4 أسباب وراء الاهتمام بالموهوبين واكتشافهم، الأول هو يعد الموهوبين ثروة وطنية، ومقوم اقتصادي وقوي ناعمة مؤثرة وأحد محددات الصورة الذهنية عن الدولة بالخارج ومن ثم فإن الاهتمام بهذه الفئة سوف يقلل من ظاهرة هجرة العقول للخارج.
وأوضحوا أن السبب الثاني أنهم قادرين على تقديم أفكار لتطوير العملية التعليمية وابتكار افكار لتطوير المناهج القائمة، والسبب الثالث طرح المبادرات لإدارة الأزمات على مستوى المؤسسات والدولة، والسبب الرابع هو أن إدارة المواهب من أهم ركائز تحقيق التطور والتنمية لبناء سياسة خارجية قوية.
وقالوا إن الدولة بحاجة إلى تعيين المرشدين التربويين والنفسيين للموهوبين في جميع المدارس لتقديم الرعاية والدعم النفسي والتربوي لهم، وذلك نظرا للدور الذي يقومون به والذي يتمثل في التالي، في نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الموهبة والحاجة إلى رعايتها من خلال اكتشاف الأطفال الموهوبين ورعايتهم، وتوعية الآباء والأمهات والمعلمين بخصائص وسمات الموهوبين، وكيفية التعامل معهم من خلال العلاقات الطيبة التي يظهر فيها الاهتمام والتقدير والاحترام، ومعالجة ما قد ينتج من أثار سلبية ناتجة عن تطبيق بعض استراتيجيات تعليم وتعلم الموهوبين، مثل استراتيجية الإسراع التي تتضمن نقل الطالب من مرحلة إلى مرحلة أخرى أعلى منها نتيجة لتفوقه وتميزه في القدرات العقلية، وهذا بطبيعة الحال يكون على حساب النواحي الاجتماعية والنفسية، ومدى تقبل الآخرين له.