لأسباب عديدة عجزوا عن إحياء الذكرى الثالثة لفض اعتصامي رابعة والنهضة داخل البلاد، لعل أبرزها على الإطلاق فقدان الجماعة القدرة على الحشد والنزول إلى الشارع بأعداد كبيرة كما كانت تفعل في سباق عهدها، فلجأ الإخوان المسلمون في الخارج إلى السعي لاحيائها في الفضاء الإلكتروني، معتمدين على عدد من المواقع والقنوات الخاصة بهم لنقل ما يريدون إيصاله إلى العالم.
فجماعة الإخوان الإرهابية اعتادت على عدم الظهور على الملأ، وإن ظهروا لا يظهرون إلا كطيف غير واضح المعالم وطبعاً خلف صفوف المواجهة.
ومع حلول الذكرى الثالثة لفض اعتصامي رابعة والنهضة أصدرت جماعة الإخوان الإرهابية بيانًا، البيان حمل تحريضًا واضحًا للمجتمع الدولي ضد مصر، مطالبة إياه بمحاسبة المسؤولين عن فض الإعتصام، معلنة أنها تعتزم تظاهرات في جميع ميادين وشوارع البلاد، وهو لم يحدث أي يكون له أي أثر وفقًا للمعطيات على الأرض.
الجماعة خططت لتنظيم فعاليات عدة احياء لذكرى الفض الثالثة في أكثر من دولة كانت في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وماليزيا وتركيا بالطبع، وعدد آخر من دول القارة العجوز حيث ينشط عدد من أعضائها هناك، ناهيك عن تنظم وقفات احتجاجية أمام سفارات مصر بالخارج.
في تركيا التي احتضنت بين جنباتها ما تبقى من الإخوان وداعميهم، وتحديدًا أسطنبول أحيا عدد من أبناء الجماعة هناك الذكرى الثالثة لفض اعتصام رابعة، الفعالية نظمتها "جمعية التضامن المصري رابعة" وهي منظمة أهلية، في بلدية "بهجه لي إفلر".
الاحتفال شارك فيه أيضاً عدد من أعضاء الإخوان والمتعاطفين معهم بعدد من الدول العربية كان في مقدمتها سوريا واليمن والعراق وفلسطين.
الاخوان في تركيا عرضوا فيلمًا وثائقياً عن واقعة فض اعتصامي رابعة والنهضة قبل ثلاث سنوات خلت، ناهيك عن كلمات لعدد من الحضور وأعضاء الجماعة البارزين هناك، رافعين أعلامًا لمصر وشارة "رابعة" التي ترمز إلى الواقعة، إضافة إلى صورة الرئيس المعزول محمد مرسي.
الإخوان لم يكتفوا بذلك بل أعدت برنامجًا تلفزيونيًا تحت مسمى "مخيم ماليزيا" بغرض عرضه على قنواتها في ذكرى الفض، البرنامج تم تصويره في ماليزيا، تحت إشراف الفنان المعتزل وجدي العربي.
البرنامج تعتمد فكرته على قيام عدد من شباب وفتيات الجماعة بالعزف على آلات موسيقية بالقرب من أحد الأنهار في ماليزيا، إضافة إلى استضافة عدد من أعضاء التنظيم والمشاركين في اعتصامي رابعة والنهضة والمقيمين حاليًا خارج حدود البلاد
أحد المنشقين عن الإخوان أكد أن الجماعة تنفق ملايين الدولارات من أجل تنظيم تظاهرات مدفوعة الأجر في عدد من الدول الغربية وخاصة أمام السفارات المصرية بهذه العواصم، والتي تأتي العاصمة البريطانية في مقدمتها والتي باتت المحطة الأساسية للإخوان في أوروبا.
وفي روما، نظم ما يسمى التحالف الديمقراطي لدعم الشرعية معرضا في منطقة الكوليسو، بحضور عدد من الرموز الإخوانية هناك.
كما أعلنت قيادات الإخوان الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، تنظيم فعاليات في نيويورك، تحت شعار "3 سنوات من الفض لن ننسى".
وقال عز الدين دويدار أحد قيادات الجماعة الإرهابية إنه يجب وضع وسائل تصعيد واحتجاج وشغب تناسب هذا المطلب على الصعيد المحلى والدولى الحقوقى والإعلامى، للإفراج عن قيادات الجماعة في السجون.
قناة الجزيرة لم تكن بعيدة عن المشهد حيث سلطت الضوء على الذكرى الثالثة للفض، حيث خصصت تغطية خاصة لهذا الموضوع، وما نتج عنه من ولادة وانتشار شعار "رابعة" في تركيا واستخدام الإخوان له كرمز لهم منذ فض السلطات المصرية للاعتصامين، وكانت تساءلات الجزيرة الرئيسة في تغطيتها هي إلى أي مدى وصل إليه التحقيق في الواقعة، التي ما زالت محاكمات المشاركين فيها من الجماعة مستمرة حتى الآن، كما حاولت الجزيرة منح الذكرى زخمًا كبيراً من خلال عرض أبرز ردود الأفعال من بعض الدول والمنظمات والشخصيات تجاه الواقعة، قيل أن معظمها تصب في مصلحة الإخوان بالأساس.
يشار إلى أن السلطات المصرية كانت قد أقدمت على فض اعتصامي جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها في الرابع عشر من أغسطس 2013، حيث أن اعتصموا في الميدانين أكثر من سبعين يوماً احتجاجًا على عزل الرئيس المنتمي إلى الجماعة محمد مرسي، مطالبين بعودته إلى سدة الحكم مرة أخرى.