فى ذكرى رحيلها..تعرف على سر اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى على يد الموساد الإسرائيلي

قيل إن المرء مخبوء تحت ما ينطقه لسانه، كانت آخر رسائلها إلى والدها "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" هكذا قالت عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى.

أما الرسالة التي قيل إنها كانت السبب الرئيس لاغتيالها في الولايات المتحدة، قالت فيها "لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا، كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثير". وهو ما فسره محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها بأن كلمتي "حاجات كثيرة" كانت تعني بها، أن في مقدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة، إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات، و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.

هذه الجمل البسيطة تسببت في إغتيال أول عالمة ذرة عربية لقبت بـ "مس كوري الشرق"، في الخامس عشر من أغسطس قبل 64 عامًا أي عام 1952، كونها كانت تسعى لصنع أول قنبلة ذرية لمصر، من أجل أن تستقيم موازين القوى مع إسرائيل في ذلك الوقت، بيد أن أيدي جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "الموساد" تمكنت من تصفيتها قبل أن تكمل حلمها وحلم جميع العرب.
الواقعة تعود إلى أن العالمة المصرية سميرة موسى، التي كانت أول معيدة في كلية العلوم جامعة القاهرة، وكانت تلقب حينها بجامعة فؤاد الأول، استجابت إلى دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1951، حيث تمكنت هناك من إجراء بحوث في معامل جامعة "سان لويس" بولاية ميسوري، ومن بعدها تلقت عروضاً بأن تبقى هناك وتكتسب الجنسية الأمريكية، بيد أنها رفضت وقبل موعد عودتها بأيام إلى مصر، جاءتها دعوة لزيارة معامل نووية بضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس 1952، وفي طريق كاليفورنيا ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، فيما قفز سائق السيارة الهندي ثم اختفى إلى الأبد.

أما التحريات الأمريكية فقد أكدت أن السائق الذي ذهب لاصحاب سميرة موسى، لزيارة المعامل النووية، كان يحمل اسمًا مستعارًا، وأن إدارة المفاعل لم ترسل أحدًا لإصطحابها من الأساس، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالًا لشلك، وقوف الموساد الإسرائيلي وراء اغتيال عالمة الذرة المصرية، خشية نقلها العلم النووي إلى مصر والعالم العربي في تلك الفترة المبكرة من عمر ثورة يوليو 1952، وتحديدًا بعد شهر واحد من إنطلاقها.

على الرغم من أن اغتيال سميرة موسى قيد ضد مجهول إلا أن جميع الدلائل تشير إلى أنه بفعل فاعل وبشكل دقيق الموساد الإسرائيلي، خاصة بعد إعلان العالمة المصرية عن إيمانها بأن زيادة ملكية السلاح النووي، يسهم في تحقيق السلام، مستشهدة بحرص إسرائيل على امتلاك أسلحة الدمار الشامل والتفرد بالسلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تأسيسها أول هيئة للطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي عام 1948 .

وزير خارجية مصر الأسبق، الدكتور محمد حسن الزيات، والذي كان يعمل وقت وفاتها مستشارًا ثقافيًا لمصر في واشنطن، أكد أن أياد خفية وراء اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، وأن الحادث لم يكن عفويًا، مستشهدًا بإعلان سميرة عن توصلها إلى صناعة القنبلة الذرية من ذرات أي عنصر بتفتيت ذراته ودون الحاجة إلى اليورانيوم، وهو الأمر الذي كان سيقلب موازين القوى والتسليح النووي في العالم كله.

ودعم هذا الرأي ما أكده الكاتب رجاء النقاش، بأن سميرة موسى قتلت إبان استعدادها للإعلان عن إنجازات علمية كبيرة، ورفضها الاستجابة لإغراءات مالية وعلمية في الولايات المتحدة.

عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، لم تكن الأولى التي تعرضت للإغتيال، فقد سبقها في ذلك الدكتور مصطفى مشرفة، ولن تكون الأخيرة حيث لحقها يحيى المشد، ليضافوا إلى حاصل جمع ووصل إلى نحو 146 عالم ذرة في العالم الثالث وبضمنه العربي طبعًا، خلال الفترة الممتدة من 1949 وحتى عام 1985 بحسب إحصائيات لوكالة الطاقة الذرية في فيينا، 98% من الضحايا قتلوا خارج بلادهم ولم يعرف الجناة، و92% تلقوا عروضًا للعمل في دول أكثر تقدمًا، بيد أنهم رفضوا. مشيرة إلى أن معظم الحالات لم تطلب دول الضحايا فتح تحقيق أو حتى تعويض، بل كانت تفضل عدم الكشف عن الجناة.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;