استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، أعضاء لجنة استضافة إمارة الشارقة لمقر برلمان الطفل العربى، الذى يزور مصر حاليًا، برئاسة خولة عبد الرحمن الملا، رئيس اللجنة والتى تضم فى عضويتها رئيس البرلمان العربى-نائب رئيس اللجنة أحمد الجروان.
وصرحت رئيسة اللجنة خولة الملا، بأن وفد الإمارة بحث مع الأمين العام ومستشاريه الترتيبات الخاصة بتأسيس برلمان للطفل العربى والذى تستضيفه إمارة الشارقة، بمبادرة من حاكمها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى.
وأضافت فى تصريحات صحفية عقب اللقاء أنها سلمت الأمين العام رسالة من حاكم الشارقة، تتضمن مهام هذه اللجنة وما تأمله الإمارة من استضافة وتأسيس هذا البرلمان، وتسهيل الجامعة العربية الاجراءات الخاصة بالتأسيس.
وقالت إن الأمين العام رحب بإنشاء البرلمان، ووعد بتقديم كل التسهيلات والإجراءات لإقامته، حيث عقد اليوم فى مقر الأمانة العامة الاجتماع الأول المشترك بين اللجنة والمسؤولين القانونيين فى الأمانة العامة لوضع تصور النظام الأساسى لبرلمان الطفل العربى.
وأكدت "الملا" أن استضافة الشارقة لمقر برلمان الطفل الدائم، لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة الانجازات الكثيرة التى حققتها إمارة الشارقة خلال الأربعين عامًا الماضية فى مسيرتها، خاصة فى المجال الاجتماعى، وتأسيس العديد من المرافق الصديقة للطفل والأسرة، واعتماد الأمم المتحدة بأن إمارة الشارقة كأول مدينة فى العالم صديقة للطفل.
وأشارت إلى تأسيس أول مجلس نواب للأطفال على مستوى الإمارة، بالانتخاب من جميع مناطقها.
ورأت أن تأسيس برلمان للطفل العربى يكتسب أهمية كبيرة فى الظروف التى تمر بها المنطقة لخدمة قضايا الطفولة، خاصة وأن عدد من دول المنطقة تعانى من الإرهاب و قضايا الفقر واجتماعية أخرى، وتزايد اعداد اللاجئين، وهذه المشكلات تحتاج التركيز عليها من قبل المؤسسات المعنية ومنها برلمان الطفل لتنشئة الأطفال، بشكل صحيح، والتأسيس لجيل جديد يكون قادرًا على قيادة المستقبل بأمان وسلام، بعيدًا عن الإرهاب الذى يمارس على الأطفال فى الوقت الحالى.
ونوهت إلى ما تحمله الأنباء من صور لأطفال سوريا والعراق واليمن وهم يحملون السلاح، والذى يهدد وجود هذا الإنسان فى المستقبل ويؤثر على كونه رجل صالح ورب أسرة، مضيفةً أنه من هنا تبرز أهمية إنشاء برلمان عربى للطفل لتأسيس جيل جديد ينبذ العنف والإرهاب، ويكون هناك وطن عربى يعيش فى سلام.
وقالت إن فكرة هذا البرلمان جاءت أحد ثمار قمة "سرت" العربية عام 2010، ولكن نظرًا للظروف التى مرت بها عديد الدول العربية منذ عام 2011 وحتى الآن لم يلق هذا البرلمان أى دعم من أى دولة، لهذا جاء اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة بالطفل العربى لأن يعيش فى أمن وسلام ولهذا تقدم سموه بمبادرة لاستضافة هذا البرلمان وتقديم كافة الدعم المادى والمعنوى من أجل إنشائه، تحت مظلة جامعة الدول العربية والبرلمان العربى.
ومن جانبه، قال الأمين العام المساعد رئيس مكتب الأمين العام السفير حسام زكى، والذى حضر اللقاء، إن وفد الشارقة جدد اليوم خلال لقائه مع الأمين العام العرض الكريم المقدم من صاحب السمو أمير الشارقة، بشأن استضافة الإمارة لبرلمان الطفل العربى، مؤكدًا أن الأمين العام للجامعة رحب بهذا العرض، ولكن تبقى فقط بعض الأمور القانونية والإجرائية، حيث وجه باستكمال هذه الإجراءات على وجه السرعة حتى يمكن للبرلمان العربى إقرار المشروع الأساسى لبرلمان الطفل، تمهيدًا لعرضه على القمة العربية فى مارس.
وقال "زكى" فى تصريحات صحفية عقب اللقاء، أن تأسيس برلمان للطفل العربى يأتى ترجمة فعلية لما ورد فى الميثاق الدولى لحقوق الطفل، وهذا أمر جيد بأن المنطقة العربية بعد إنشائها البرلمان العربى أن تذهب لإنشاء برلمان للطفل العربى، خاصة فى ظل الصعوبات التى يتعرض لها الأطفال فى عدد كبير من الدول العربية، سواء كانت صعوبات مادية أو أمنية أو من انواع مختلفة.
وأشاد بمبادرة حاكم الشارقة لاستضافة البرلمان، قائلا إن إنشاء برلمان عربى للطفل أمر إيجابى يجب تشجيعه، لأن مشاركة الطفل فى مناقشات والتوصل إلى قرارات ووضعه من البداية على مسار كيفية بناء الديمقراطية وإقامة حياة نيابية سليمة فى مجتمعه يعتبر أمر جيد بكل تأكيد ويجب تشجيعه.