"حزب الشباب"، ذلك الاسم الذي أطلق على حزب مستقبل وطن قبل بداية الانتخابات البرلمانية 2015 بعامين فقط، حيث انطلق خلال الانتخابات البرلمانية كحصان جامح ليحصل على الكثير من مقاعد مجلس النواب، وعلى حساب أحزاب عريقة التاريخ.
لم يتوقع أكثر المتفائلون أن يحصل مستقبل وطن على 53 مقعد من براثن أسود الساسة ومحترفي لعبة الانتخابات، ولكنه فعلها بقيادة رئيسه الشاب.
وكما لم يتوقع المتفائلون هذا الصعود السريع والجامح، لم يتوقع المتشائمون السقوط المدوي والإنهيار العجيب والغريب لحزب انتشر وتوغل داخل أرجاء السياسة المصرية، وهز جدران الحياة النيابية، فبعد مرور عامين على تأسيسه وعام واحد فقط من تشكيل مجلس النواب، تهتز جنبات وأرجاء مستقبل وطن وتتزلزل جدرانه وأصبح الإنهيار والسقوط مصيره المنتظر.
بداية السقوط جاءت من رئيسه محمد بدران الذي سافر إلى أمريكا، الأمر الذي أحس به أعضاء هيئته العليا ولجنة الإعلام وكتلته البرلمانية، فتوالت الاستقالات.
بدأ سلسلة الاستقالات أحمد سامي، المُتحدث الإعلامي وعضو المكتب التنفيذي لحزب "مستقبل وطن" ورفع استقالته لرئيس الحزب محمد بدران، أعقبه محمد عبدالله أمين إعلام حزب "مستقبل وطن".
وعقب الإعلان عن استقالة سامى قال أحمد حسن، المتحدث الرسمى لحزب مستقبل وطن، إن المكتب التنفيذى للحزب اجتمع منذ شهرين، وأصدر قرارًا بإلغاء منصب أمين الإعلام، وبناء عليه أصبح أحمد سامى، الذى تقدم باستقالته، مجرد عضو عامل بالحزب دون أى صفة تنظيمية.
ونفى حسن، أن تكون هناك أى انقسامات أو تراجع وتخبط فى الحزب، مؤكدًا أن حزب مستقبل وطن الأكثر حضورًا فى الشارع المصري، بالإضافة إلى زيادة عدد العضويات والمنضمين للحزب فى الفترة الأخيرة.
كما شهد الحزب هجومًا من قبل قياداته على جمعية من أجل مصر، والتى كان الحزب قد أعلن عن خوضه للانتخابات المحلية ضمن قائمتها، حيث اتهم قياديون فى الحزب، جمعية من اجل مصر، بأنها تستقطب قياداته وكوادره لعضويتها.
الحزب نجح في لم شمله بالاعلان عن استقالة بدران وتعيين المهندس أشرف رشاد رئاسة الحزب متخليا عن رئاسته للهيئة البرلمانية للحزب مؤكدا أن كل من استقال من الحزب خلال الفترة الماضية لا يتعدوا 15 شخص على مستوي المحافظات ومنها استقالات بسبب اختلافات فكرية ومنها مرتبطة بانتخابات المحليات لأن الحزب رفض إعطاء وعود بترشيح أي شخص، وهناك استقالات تنظيمية أيضا بسبب اختلافات تنظيمية داخل الأمانات في المحافظات.
الرئيس الجديد للحزب كان حازما في اعلانه أن أي شخص تقدم للحزب باستقالة ستقبل على الفور دون الرجوع أو التفاوض مع صاحب الاستقالة، لأن الحزب لن يُلوي ذراعه بأي شكل من الأشكال بسبب الاستقالات فهو يملك قيادات تنظيمية محترمة وفي تلقي المزيد من طلبات العضوية على مختلف المحافظات الذي وصل قرابة الربع مليون عضو حتى الآن.