وصف اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إصرار نواب الكونجرس الأمريكى على إصدار تشريع ما يسمى العدالة ضد رعاة الارهاب "جاستا "، بإنه تحد صارخ للجميع وللقانون الدولى، بل وكل الأطراف الدولية، ضاربين عرض الحائط بالفيتو الرئاسى الذى أصدره الرئيس الأمريكى للاعتراض على القانون.
ووجه "الجمال" فى بيان له، منذ قليل، رسالة للمشرعين الأمريكيين، قائلًا إن "هذا القانون قد افتقر وتجاهل كل القواعد القانونية الدولية والمحلية والأسس القانونية والسياسية المعمول بها فى العام بأسره، فمن الراسخ قانونيًا عدم جواز رجعية القوانين، فكيف بقانون يصدر اليوم ليطبق على وقائع مر عليها خمسة عشر عامًا".
وتابع رئيس لجنة الشئون العربية فى رسالته "ومن الثابت لدى المشرعين وفقهاء القانون أن المسئولية الجنائية تكون شخصية فلا يجوز امتدادها لآخرين، فما بالك بامتدادها من أشخاص إلى دول، فإن ذلك إهدار لمبدأ السيادة الوطنية للدول بتطبيق وسريان قانون محلى أصدره مشرع محلى على دولة أخرى ذات سيادة" موضحًا إن قوانين المجتمع الدولى والمنظمة الدولية وميثاقها تم دهسه بأحذية النواب الأمريكية.
وأشار اللواء سعد الجمال إلى إن المغازلة الرخيصة والجاهلة التى يقوم بها أعضاء الكونجرس للناخبين مع اقتراب الانتخابات التشريعية الامريكية، ستكلفهم الكثير من علاقاتهم الدولية والدبلوماسية بل وستعود على أمنهم القومى بما لا يحمد عقباه، فالعالم كله يعرف من هى الدولة الأكثر رعاية للإرهاب والتى تساند التنظيمات الإرهابية منذ القاعدة إلى داعش مرورًا بالإخوان المسلمين وغيرهم، ومن هى الدولة التى استباحت لنفسها التدخل العسكرى وقتل الابرياء وتدمير الدول فى فيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها أو ليست هى أمريكا.
وتابع إن "عشرات الملايين من البشر حول العالم قد أضيروا وسقط منهم القتلى والمصابون وضحايا التعذيب سواء فى بلادهم أو فى معتقل جوانتنامو الشهير أصبح من حقهم وطبقًا لهذا القانون الأخير مقاضاة الحكومة الأمريكية وممثليها وإدارتها ليست فقط مطالبة بالتعويضات بل ومحاكمتهم جنائيًا كمجرمى حرب".
واستطرد رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن "هذا القانون إنما يعكس الفكر الاستعمارى القديم من ابتزاز ونهب لثروات الشعوب"، مطالبًا بأن يكون للبرلمانات العربية كافة موقفًا تضامنيًا واضحًا من هذا القانون فى رسالة إيجابية من ممثلى الشعوب العربية إلى الشعب الأمريكى، متابعًا "كما أن الجامعة العربية على المستوى الرسمى والوزارى، لابد أن تتخذ موقفًا دبلوماسيًا حازمًا فى مواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية".