52 دقيقة لفيلم قناة الجزيرة القطرية "العساكر" كانت عنوانا للفشل والملل والتفاهة والسطحية والتمثيل وعدم المعرفة حرفيا بمعنى العسكرية المصرية.
الدقائق الأولى للفيلم أشارت إلى الاختبارات الطبية للمجندين التى تُجرى للآلاف منهم، وركزت على الاختبار التناسلى، وأظهرته بشكل ساخر وكأنه شىء مسىء للملتحقين بالقوات المسلحة المصرية، وهو أمر طبيعى يحدث فى كثير من جيوش العالم، وهل من الطبيعى أن يتغاضى الجيش المصرى عن هذا الاختبار ويسمح بدخول الشواذ بين صفوف قواته، أما أن هذا الأمر طبيعى داخل ما يسمى بالجيش القطرى بعدما اتُّهم أميره تميم بالشذوذ بصحبة شاب بريطانى "مايكل هيرد" داخل أحد الملاهى الليلية بلندن وهى واقعة وثقتها الشرطة البريطانية وكتبتها كثير من الصحف الإنجليزية.
خلال أحداث الفيلم دأبت "الجزيرة" على عرض تمثيلية هزلية للقطات لعساكر وضابط احتياط دون أن تظهر وجوههم بحجة الحرص على حياتهم الشخصية، الأمر الذى يشكك فى مصداقية الفيلم.
تطرق الفيلم أيضا لحديث مع ضابط أمريكى يدعى "نوفين دى أتكين" متقاعد، اعترف فيه بمهارة وتفوق القوات المسلحة المصرية على القوات الأمريكية نفسها فى العروض العسكرية التى يقدمها الجيش المصرى فى حفلات تخريج الدفعات الجديدة.
وخلال الفيلم قال العميد المتقاعد بالجيش الأمريكى: "إن اهتمام الجيش المصرى بالعروض العسكرية والقتالية خلال حفلات التخرج التى ينقلها التليفزيون أكثر من نفس الاهتمام فى ميادين التدريب والقتال"، وتناسى مخرج الفيلم الإخوانى الهارب أن هذه المهارة لا تأتى بدون تدريب حقيقى فى معسكرات الجيش، وهو ما أكده الممثلون فى الفيلم بتأكيدهم أن مشروعات الحرب التى تتم فى الجيش المصرى مفيدة جدا، وأن من يدخلها يتعلم جيدا، وإن كانت تستغرق 4 أشهر تدريب لتقديم عرض فى 5 دقائق.
وفيما يتعلق بمشاركة قوات الجيش فى أعمال زراعية وخدمية للمواطنين فهل يعنى دعم القوات المسلحة للمواطن المصرى بعرض منتجات غذائية بأسعار مخفضة لتخفيف العبء على الشعب المصرى شىء يعيب الجيش المصرى، ولماذا تغاضت الجزيرة عن دور القوات المسلحة المصرية فى إعادة إعمار القرى التى دمرتها السيول قبل شهر مضى، فى حين وقفت الدويلة القطرية عاجزة عن إنقاذ شعبها وممتلكاته من السيول التى غمرتها اليوم؟!
ويطرح انفراد تساؤلا لماذا يسعى طلاب الشعب القطرى للالتحاق بالكليات العسكرية المصرية، وكان آخرهم الطالب القطرى محمد حمد السليطى "23 عاما" من كلية البحرية المصرية والذى تخرج هذا العام برتبة ملازم، وغيره الكثيرون من الدويلة القطرية.