قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن رسالة أحمد الريسونى نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين، للإخوان حول ضرورة المراجعات والتوقف عن الأخذ بتراث حسن البنا رسالة قاسية ومفاجئة، متابعا :"من الواضح أن الآمال التى كانت معقودة على الإخوان فى الوصول إلى نتيجة مع السلطة فى مصر قد تحطمت".
وأضاف حبيب فى تصريح لـ"انفراد":" الريسونى كان قد وقع مع مجموعة من العلماء الموالين للإخوان على بيان نداء الكنانة، - الذى دعا للعنف - وهو شئ مثيرا للإلتفات، وكان بيان نداء الكنانة تحولا كبيرا فى موقف الجماعة من الإصلاحية إلى الثورية، وخروجها من الإصلاحية الفكرية إلى السلفية الجهادية أو قريبا منها، بيد إن الإخفاقات التى واجهت خطط الجماعة فى تحقيق ما دعت إليه من إسقاط النظام السياسى المصرى جعل أمثال الريسونى يتحدثون عما يشعرون خاصة وأن الريسونى ليس إخوانيا بالمعنى التنظيمى وكان توقيعه فيما يبدو مجاملة أو انسياقا لإلحاج عليه من قبل من تبنوا التوقيع على البيان .
واستطرد حبيب: "يقول الريسونى بشكل واضح ضرورة التحرر الإخوانى من فكر حسن البنا، والانفتاح على العصر والعالم والواقع، كما يشير الريسونى إلى تحول الجماعة إلى مذهب وأن هناك مشكلة بنيوية تجعل الجماعة عاجزة عن التحرر من أفكار الآباء المؤسسين، بدليل أن كل الأفكار الإصلاحية داخلها إما قمعت أو خرج حاملوها منبوذين خارج الجماعة" .
وتابع الخبير فى شئون الحركات الإسلامية :" لا أظن أن الظروف مهيئة لعمل مراجعات داخل الجماعة اليوم، لأن الجماعة واقعة تحت ظروف عصبية كبيرة، كما أن المراجعات تحتاج لشجاعة أدبية وتفرغ لإنجاز مشروع المراجعات، وإعلانه، وهذه الظروف غير مهيأة للجماعة الآن، أقصى ما تسعى الجماعة إليه هو محاولة جس النبض لتحقيق مصالحة مع النظام السياسى، فالجماعة ليس لديها مشروع فكرى للمراجعة، وكانت تحيل على كتب القريبين منها مثل محمد عمارة وطارق البشرى وفهمى هويدى ورفيق حبيب بعد 30 يونيو، والجماعات المغاضبة المفتوحة على ضغوط عصيبة ممن ينتمون إليها ومن الدولة التى تواجهها لا تستطيع المراجعة، ربما يكون ناقوس الريسونى إلفاتا لضرورة المراجعة ولكنه لن يحدث فرقا فى هذه المسألة.