- "الاخوان السبب في ما وصلت له الثورة".. روح يناير تسربت لكل قطاعات المصريين و انا متفائل بالنصر.. اخشى ان تدفعنا السلطة الحالية لمصير "سوريا والعراق"
الدكتور شادى الغزالى حرب هو طبيب مصرى ينتمى لاسرة سياسية، شارك فى ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وانضم إلى اكبر الائتلافات المنبسقة عنها ثم حزب الدستور واستقال منه مكوناً تيار الشراكة الوطنية وانضم مؤخراً هذا التيار إلى تحالف التيار الديمقراطى الذى يضم 6 احزاب من الاحزاب المنتمية إلى 25 يناير، وبمناسبة الذكرى الخامسة للثورة كان لموقع
انفراد حوار خاص معه قال فيه أننا عدنا إلى أسوأ ما كان قبل قيام الثورة واننا نعيش فى زمن الثورة المضادة مؤكداً على تفاؤله بأن ثورة يناير ستنتصر ام اجلاً او عاجلاً . وإلى نص الحوار:
فى الذكرى الخامسة لثورة يناير إلى أين وصلت الثورة؟
الثورة فى قلوب ملاين المصريين الذين شاركوا فيها ويشعرون اننا لم نحقق شىء من اهدافها " العيش الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية"، بل عدنا إلى عصر أسوأ لما كان قبل الثورة ورده على كافة المطالب التى نادت بها، لكن الثورة مازلت حيه فى قلوب المصريين ومصممين على انجاحها اجلاً ام عاجلاً .
ماذا يعنى انكم مصممين على انجاحها ؟
طبقاً للتعريفات السياسية نحن نعيش فى زمن الثورة المضادة لثورة 25 يناير والدليل على ذلك تشويه الاعلام للثورة ليل نهار والبرلمان الذى يحتوى على اعضاء واتجاهات ضد الثورة تماماً واعضائه تم الترويج لهم على انهم ضد ثورة يناير، والسلطة التنفذية كامله افعالها ضد الثورة ومبادئها بالاضافة إلى حبس الشباب الامر الذى وصل الى اتهام الشباب بالمشاركة فى ثورة يناير، والتخلص من هذا الوضع اجابته لا يعلمها الا الله والتاريخ دائما يقول أن اى ثورة قام ضدها ثورة مضاده لكن الثورة المضاده تهزم فى الاخر .
كيف سيحدث هذا التغير فى الاوضاع؟
نتمنى أن يكون هذا بشكل سلمى ونتمنى أن يكون هناك مسار سلمى يتخذه الجميع للتعبير عن رأيه وتغير هذه الاوضاع التى وصلنا اليها وتحقيق اهداف ثورة يناير، لكن لو سد المجال امام المسارات السلمية فبالتالى هذا الامر لا يترك مجال سوى لجماعات العنف فى أن تكبر وتزيد بعد ان تجتذب الشباب المحبط من انهزام الثورة، وبالتالى تحدث كارثة وانفجار عنيف ضد الوضع الحالى وهذا سيكون امر سىء ونتمنى ان لا يحدث لكن لو استمر الوضع الحالى واستمرت السلطات الحالية فى سد الباب امام التغير السلمى فلن يحدث الا هذا الانفجار العنيف وممكن يرمى بنا لاوضاع أسوأ من سوريا والعراق التى يحذرونا منها .
ما القطاعات التى لم تصل اليها الثورة ومازلت تحتاج إلى تغير ؟
انا على عكس ما ناس كتير فاهمة ارى ان روح الثورة وصلت إلى كل قطاعات المجتمع المصرى بما فيهم الفئات التى لم تكن متعاطفة مع الثورة عند اندلاعها، والنماذج على هذا احتجاج الموظفين على قانون الخدمة المدنية وهذا القطاع لم يكن متعاطف مع الثورة عندما قامت لكن روح الثورة وصلت له، والإحساس أنه "مينفعش يسيب حقه يضيع " اصبح جزء من تكوينه، فالثورة ليست ان تؤمن بيوم 25 يناير لكن الثورة هى أن وعى المواطن يرتفع لدرجة انه لا يفرط فى حقوقه ولا يسكت على ظلم ومعظم الشعب المصرى وصل الى هذه المرحلة، لان الاساليب القديمة التى نعود لها لم تكن كافية لاخضاع الشعب وقت مبارك .
هل قطاعات كالتعليم والصحة وغيرها من القطاعات تحتاج إلى ثورة داخلية لتعدل احوالها؟
"مقدرش أقول أن فى قطاعات يقوم فيها ثورة مستقلة " لان الثورة تقوم على مستوى المجتمع كله لكن سيحدث احتقان فى كل هذه القطاعات والظروف الاجتماعية والاقتصادية التى تشهدها هذه القطاعات ستدفع إلى ايمانهم جميعاً بحتمية التغير وهذا يجعل امامها طريق من الاثنين ام الطريق السلمى الذى يتيح لها التغير وبالتالى يحدث اصلاحها ويحافظ على مؤسسات الدولة، او يحدث هذا التغير بانفجارات شديدة فى المجتمع كله اشبه بما حدث فى انتفاضة 18 و 19 يناير 1977 ولكن بشكل اكثر عنفاً لان المجتمع حدث عليه تغيرات تزيد من عنف هذه الموجه، وهو ما يهدد مؤسسات الدولة وهو الامر الذى اخشاه .
ما القطاعات التى تعانى داخل الدولة وتحتاج إلى اصلاح وثورة تغير نهجها؟
كل قطاعات الدولة بداية من العمال والاطباء والفلاحين والتعليم والصحة والموظفين، ومفيش فئة فى الدولة نستطيع أن نخرجها من دائرة القطاعات التى تحتاج إلى التغير لانها تعانى، إلا للاسف مؤسسات بعينها تحصل على مميزات دون الشعب..والمواطن اصبح يرى انها فى مكان مختلف وهذا يخلق عداء من ضدها وهذا الامر كارثة حقيقية تنذر بتهديد لاستقرار الدولة المصرية وتهديد لهذه المؤسسات وهو الامر الذى نصلى الى الله حتى لا نصل اليه. .
ما الاخفاقات التى وقع فيها ثوار يناير وادت إلى وصول ثورتهم إلى النتائج التى تتحدث عنها؟
الاخفاقات التى وقع فيها ثوار يناير كثيرة لانهم لم يكونوا بالقدر الكافى من الخبرة التى تسمح لهم بمعرفة كيفية التعامل مع الكيانين الاكبر اللى بيواجهوهم كجماعة الاخوان من ناحية ومؤسسات الدولة من ناحية اخرى، علاوة على انهم كانوا يتعاملوا بحسن نية اكثر من اللازم مع الطرفين فتآمر الطرفين عليهم، وزى ما الاخوان خدعوا الاخوان الثوار مؤسسات الدولة خدعت الثوار، وبالتالى الثوار اصبحوا الحلقة الاضعف ولم ينجحوا فى ان يبقوا متماسكين امام هذه الاطراف .
هل جماعة الاخوان المسلمين مازلت تمثل عبء عليكم فى تحقيق اهداف الثورة؟
جماعة الاخوان هم الطرف الاساسى الذى عليه اللوم فيما وصلنا اليه لانهم طمعوا فى المشهد وأسسوا لنوع أخر من الاستبداد باسم الدين، واصرارهم على العودة لما يقولوا عنه الشرعية بمثابة شوكه فى ظهر اى تحرك للثوار لانهم بيقفوا ضد رغبات كل من لا يريدون اى نوع من انواع الاستبداد.
ما تريد ان تقوله لثوار يناير ؟
رسالتى فى البداية لك القابعين خلف اسوار السجون ومازلوا يدفعون الثمن، وبأكد انهم احرار فى سجونهم واحنا مش هنسكت اما هنجيب حقهم او نلحقهم وانتصارنا للثورة هو الخيار الوحيد امامنا الان حتى يخرجوا ويروا النور مره اخرى، واقول لباقى الشباب الذى قام بـ 25 يناير ويشعر بالاحباط الان : ما تحبطوش لان دى فترة مؤقته بتيجى فى كل الثورات وطول ما احنا متمسكين باحلامنا هننتصر، ومهما كان الوضع صعب فالمستقبل لنا .
هل ينظم الشباب صفوفه الان ؟
فى الوقت المناسب ستظهر التنظيمات التى تسترد الثورة لكن ظهور اى تنظميات الان يجعلها عرضها لحرقها بافرادها ويجعل شبابها عرضه للاعتقال، واعتقد اننا اتعلمنا كثر من دروس الماضى ولن نقع فى نفس اخطاء مره اخرى .
فى الاخير ماذا تريد ان تقول لمن يرون ان 25 يناير مؤامرة ؟
هؤلاء فئة وان كان صوتها عالى فى الاعلام فتأثيرهم ضعيف جداً على الارض ويأثرون على عدد محدود من متابعينهم ومعظمهم بياخدوا تعليمات من اجهزة امنية ولو التعليمات جاءت لهم بكرة ان يهتفوا باسم 25 يناير هيهتفوا باسم الثورة، وبقول لمن انخدع بخطاب هذه الفئة انه قريبا جداً ستعرفون ان ثورة 25 يناير اعظم حدث فى مصر وانه لانحيازتكم