رصد العدد الأسبوعى لـ"زتونة البرلمان"، أبرز ما قام أعضاء مجلس النواب بإنجازه فى مجموعة من القضايا المرتبطة بتوصيات الاستعراض الدورى الشامل 2014 بين 10-15 ديسمبر 2016.
الإصدار الذى تقوم ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بنشره أسبوعيا، والمتمثل فى رسالة إخبارية تحليلية مبسطة، يسعى إلى تقييم دور البرلمان فى ضوء ارتباط هذا الدور بتعهدات مصر المنبثقة عن توصيات الاستعراض الدورى الشامل 2014، من خلال متابعة دور المؤسسة التشريعية فى الوفاء بالتزامات حقوق الإنسان والإجراءات التى اتخذها البرلمان فى هذا الشأن.
وجاء تبنى مجلس النواب لقانون "التنظيم المؤسسى للصحافة والإعلام"، كأبرز الإجراءات التى اتخذها البرلمان هذا الأسبوع والتى يعتقد المختصون أنها تتعارض مع مجموعة من التوصيات التى تؤكد على تعزيز حرية الرأى والتعبير، حيث يتضمن القانون الذى تم إصداره بدون جلسات نقاش مجتمعى موسعة مع أصحاب المصلحة المختلفين مجموعة من المواد التى تتعارض مع دستور 2014 والتى تقيد حرية الرأى والتعبير من خلال إخضاع اختيار الهيئات المشرفة على تسيير عمل المؤسسات الصحفية\الإعلامية للسلطة التنفيذية، واقتصار تمثيل الإعلاميين والصحفيين فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام\الصحافة على خمسة أعضاء من أصل 26 عضوا، وهو ما يتعارض مع ما نص عليه الدستور فيما يتعلق بالاستقلال الكامل للمجلس.
إجراء آخر اتخذه البرلمان لم يرتق لثمرة "زيتون سوداء"، تمثل فى رفض النواب لقرار رئيس جامعة القاهرة المتعلق بإلغاء خانة الديانة من المستندات المقدمة من طلاب الجامعة، وهو القرار الذى كان قد لاقى استحسان مجموعة من الفاعلين فى المجتمع، نظرا لكونه خطوة فى سبيل القضاء على التمييز على أساس الدين والتأسيس لدولة مدنية تقوم على المواطنة.
بخلاف الزيتونة السوداء التى طرحتها شجرة الزيتون هذا الأسبوع، لم تطرح شجرة البرلمان ثمار أخرى ذات جدوى، حيث امتلأت أغصان وفروع وجذع الشجرة البرلمانية بـ14 طلب إحاطة، 8 مقترحات قوانين، 3 طلبات إحاطة عاجلة، وسؤالين، إلا أن كل هذا "النمو الخضرى" لم يتحول إلى ثمار حتى الآن، وربما تحكم الأيام القليلة المقبلة عن لون وطعم ثمار الزيتون التى ستخرج هل هى خضراء أم سوداء.
جدير بالذكر أن الغالبية العظمى من أنشطة مجلس النواب، على مدار الفترة التى شهدت إصدار "زتونة البرلمان"، ركزت على قضايا متعلقة بممارسات الفساد وتوفير الخدمات للمواطنين، وارتبطت معظم هذه التدخلات بقطاعات الصحة والتعليم.