طالب المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى، بإدراج حقبة التاريخ القبطى ضمن مناهج الدراسة فى التعليم الأساسى والتعليم الجامعى.
وتساءل جبرائيل، فى تصريح له: "هل يمكن أن يكون تاريخ الأقباط وعمره أكثر من ألفى عام تختزله وزارة التعليم فى مناهجها فى جملة أو جملتين"، وهو أن عمرو بن العاص قد فتح مصر واستقبله بطريرك الأقباط الأنبا بنيامين واستأمنه على كنائسه.
وقال جبرائيل: "أليس من العار أن توجد أقسام للغة الفارسية واللغة العبرية فى جميع كليات آداب مصر بينما تخلو جميعها من أى قسم للغة القبطية، وكذلك ألا نجد باحثا مصريا يحصل على دكتوراه فى تاريخ الأقباط فى مصر حيث لا يوجد أساتذة أو كليات تدرس الدكتوراه فى تاريخ الأقباط ويحصل عليها من جامعات لندن وأمريكا كما حصل مع الدكتور المفكر السياسى البارز مصطفى الفقى الذى حصل على الدكتوراه فى التاريخ القبطى من جامعة لندن".
وأضاف جبرائيل: أليس من العار أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة لندن لها أقسام للغة القبطية، وجامعات عريقة مثل القاهرة والإسكندرية وعين شمس تخلو من ذلك، فكيف تتجاهل جامعات مصر الفلسفة المسيحية ورسائل وفلسفة القديس بولس الرسول والقديس أغسطيوس والعلامة المسيحى اريجانوس أعظم فلاسفة المسيحيين .
وتابع: الفلسفة المسيحية ليست بالضرورة أن تكون مرتبطة بالعقيدة المسيحية إذا كانت وزارة التعليم أو التعليم العالى تخشيان ذلك، لافتا إلى أن الطالب المسيحى يدرس الفلسفة الإسلامية لأن من حقه أن يتعرف على الحضارة الإسلامية التى أثرت فى العالم، ومن علمائها الفارابى وابن سينا وعالم الاجتماع ابن رشد، وغيرهم من الفلاسفة وحكماء المسلمين وأيضا ورسائل الخلفاء المسلمين إلى الأمراء فى الأقطار الإسلامية، الحضارات والفلسفات تثرى بعضها البعض الآخر، فالحضارات والفلسفات لا يمكن أن تُختزل .
وأكد أن الحضارة المسيحية والفلسفة المسيحية هى امتداد طبيعى للحضارة الفرعونية المصرية القديمة فلا يمكن أن نتجاهلها، وكما عبر الراحل المفكر الكبير الدكتور ميلاد حنا فى كتابة (الطبقات السبع) يقصد أن الحضارة المصرية هى سبيكة قوية أثرت وتأثرت بالحضارة البيزنطية والقبطية والإسلامية والفينيقية وهى فلسفات متكاملة .
وقال: "يا وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالى ورؤساء جامعات مصر عليكم أن تتخلوا عن الفكر الوحدوى والانفرادى المغلق وانفتحوا على حضارات وثقافات الغير فمصر ليست ملكا لأحد ولا يستطيع أحد أن ينفرد أو يحتكر ثقافة واحدة ويتجاهل ثقافات وفلسفات يستفيد منها العالم كله ولا يستفيد بها أصحابها فمصر دولة مدنية متعددة الثقافات والفلسفات والحضارات وهى سر قوتها" .