قال ثروت الخرباوى المفكر الإسلامى، ونائب رئيس حزب المحافظين إن الخطاب الدينى بطبيعته متغير، بتغير الزمان والمكان وهو فى الأصل مبنى على الفهم.
وأضاف ثروت الخرباوى، أن هناك من ظنوا أن هذا الخطاب ثابت كالنصوص الدينية، مثل القرآن الثابت ثبوتا يقينا لأنه المنزل من عند الله، وأمرنا الله أن نفهم تلك النصوص وأن نتفاعل معها من أجل حياتنا، فعقولنا نسبية، ويمر علينا الزمان ويحتوينا المكان، والله فوق المكان والزمان لذلك كانت نصوص الرسالات السماوية ثابتة لا تتغير.
جاء ذلك خلال ندوة التى نظمها حزب المحافظين تحت عنوان "تطوير لغة الخطاب الدينى.. دولة الخلافة "، وهى الندوة الثالثة لسلسلة ندوات الحزب التثقيفية والتنويرية، حاضر فيها ثروت الخرباوى نائب رئيس الحزب، بحضور أكمل قرطام رئيس الحزب، ومحمود عطوة أمين الحزب فى السويس، والدكتور بشرى شلش أمين عام الحزب، أمناء الحزب فى المحافظات والقيادات بالأمانة العامة والأمانات الفرعية.
كما شهدت الندوة حضور عدد من القيادات الحزبية فى السويس، والقيادات الشعبية ورجال الدين الإسلامى والمسيحى.
وقال أكرم قرطام رئيس الحزب إن الخطاب الدينى حاليا مقام على تراث دينى قديم، وليس من الصحيح التمسك بالفكر القديم، وهو ما زال يستند على أفكار وتفسير لأشخاص وعلماء قدماء، وقد تغير الفكر والمكان، لكننا أغلقنا مع ذلك التغيير باب التأويل والاجتهاد فى الفهم، وجعلنا ما تركه السابقون هو المنهاج وربطناه بالنصوص الدينية
واستكمل الخرباوى حديثه قائلا: "عندما نصب أشخاص أنفسهم على الإسلام، وجدنا هناك لفظ (الإسلاميين) وهو لفظ مستحدث، يستخدم بالخطأ وندرجه حين نَصف تاريخ المسلمين، وحضارتهم، فحضارة المسلمين هى فى الأصل حضارة العرب ولم تبنَ من فراغ، وإنما كانت على أسس ومعارف وعلوم ساهمت فى إقامتها".
ثم استحدث علينا هؤلاء الذين لقبوا أنفسهم بالإسلاميين لفظ آخر وهو " الفرقة الناجية" وبات هناك من يزكون أنفسهم على بقية المسلمين، وهذا مخالف للدين لأن الله يقول فى قرآنه "ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى".
وذكر تأثير ذلك مؤكدا أنه بمرور الوقت، بات هناك تنابز بالأديان، وأمسى لدينا دعاة يعتلون المنابر وخطباء يدعون بأدعية طائفية مثل " اللهم ارحم موتانا موتى المسلمين" وكأن غير المسلمين لا يجوز الترحم عليهم، رغم أن الله يقول لنبيه محمد " وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين" ويقول النبى الكريم وما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق.
وتحدث عن فكرة دولة الخلافة، وقال إن هناك من يحاول زرع فكرة أن مصر ليست إلا ولاية إسلامية، رغم أن مصر لم يطلق عليها اسم ولاية، ولكن نسبت إلى مؤسسى الدولة الأموية والدولة العباسية.
وأكد أننا أخطنا في تلك المفاهيم، وأخطأنا فى حق أنفسنا، حتى خرج علينا من يسمون أنفسهم "دولة الخلافة فى العراق والشام - داعش - وظهر علينا أيضا من يطلقون على أنفسهم حزب التحرير فى الأردن، الذى يدعو لعودة الخلافة.
وتطرق الخرباوى إلى اجتهادات الأوائل، وأكد أنهم قد أحسنوا وفقا لزمانهم وللعلوم المعرفية التى استندوا عليها، لكن ما اجتهدوا فيه وفهمهم للدين لا يصلح للوقت الحالى، لأنهم لم يجتهدوا إلا لأنفسهم وزمانهم ولم يدركوا متغيرات وقتنا الحالى.