وجه أحد مؤيدى ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، سؤالا له حول شبهة خلق الله تعالى للخلق مع علمه أن أكثرهم مِن أهل النار.
وجاء نص السؤال كالتالى: "لماذا خلق الله البشر وهو يعلم أن أكثر البشر سيدخلون النار؟، أنا أعلم أن الله حكيم، والله يفعل كل شىء لحكمة، لكن هذا الأمر يعذبنى!، فما الحكمة فى خلق الله للخلق وهو يعلم أن أكثرهم فى النار"؟
وجاءت إجابة "برهامى" بفتوى منشورة على الموقع الرسمى للدعوة السلفية:" الله تعالى أخبرنا أنه أخبر الملائكة بخلقه للإنسان فى الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّى أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"، مضيفًا: "فالله يحب أن يُعبد بأنواع العبودية كلها؛ عبودية الكائنات مِن السماوات والأرض والجبال التى لا تتحمل الأمانة والمسئولية، بل أتت طائعة وتسبح بحمده، وعبودية الملائكة التى لا تختار إلا الطاعة، وليس بينهم إلا مطيع، وعبودية المؤمنين مِن بنى الإنسان ومِن مؤمنى الجن الذين يعبدون الله وسط الشر والفساد وسفك الدماء، مع المدافعة والمنازعة والمراغمة مِن أنفسهم وممن حولهم، وهى أحب أنواع العبودية له".
وأضاف "برهامى": "لا يحدث هذا إلا بوجود مَن يختار الشر والفساد والسوء، والكفر والنفاق وسفك الدماء؛ فيتخذ الله مِن المؤمنين شهداءً، وليجاهد المجاهدون، وليأمر الآمرون بالمعروف، ولينهى الناهون عن المنكر، ثم يُظهِر الله أثر حكمته وعدله بعذاب الكفار، وأثر فضله الواسع على عباده المؤمنين بنصره لهم وإعزازه لهم ثم مغفرته ورحمته لهم بإدخالهم الجنة".
وقال نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية: "فى النهاية لا بد أن يَعرف العبد منزلته، فهو عبد مربوب لا يضع نفسه موضع الرب العليم الحكيم، والعبد محدود العقل فى فهم الأمور، ومنها: "مسألة الحكمة"؛ فهو يطلع على شيء وتخفى عليه أشياء؛ فليرضَ وليسلم لله - سبحانه وتعالى".