عقدت الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، بالتنسيق مع المجلس القومى للقبائل العربية والمصرية، أمس السبت، مؤتمرا جماهيريا حاشدا، بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، تحت عنوان "دعم القيادة السياسية والجيش المصرى فى محاربة الإرهاب".
وفى بداية المؤتمر دعا الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، المشاركين بالوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء الوطن من القوات المسلحة والشرطة وأبناء مصر جميعا، مؤكدا أن مؤتمر الحزب جاء لتقديم الدعم للقيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المصرية فى حربها الضروس على الإرهاب.
كما وجه صميدة، خلال كلمته بالمؤتمر، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على الجهود التى يبذلها للعبور بالدولة المصرية إلى بر الأمان، قائلا: "نقف معك يا سيادة الرئيس جنبا إلى جنب ونساندك فى مواجهة ومحاربة الإرهاب، والتصدى لكل محاولات الوقيعة بهذا الوطن ولكل المؤامرات التى تحاك له فى الداخل والخارج من أجل إسقاطه ولن يسقط أبدا، ونحن فى رباط إلى يوم الدين، وستظل مصر حرة مستقلة دولة الأمن والأمان".
وقدم رئيس حزب المؤتمر التحية للقوات المسلحة بقيادة الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة على التضحيات التى يقدمها الجيش المصرى كل يوم، قائلا "فهم رجال صدقوا الوعد وضربوا لنا أروع الأمثلة والمعانى فى الدفاع عن الوطن بشرف وبسالة فى مواجهة الحرب الشرسة التى تتعرض لها مصر من الجماعات التكفيريىة والإرهابية المتشددة، ولن ينال أحدا من هذا الوطن العزيز".
واستطرد الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر: "ولا ننسى رجال الشرطة البواسل الذين يضحون كل يوم من أجل الوطن، وعلى رأسهم اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، على تضحياتهم وجهودهم المبذولة فى مواجهة التحديات الأمنية الصعبة التى تمر بها البلاد، من أجل أن يحيا هذا الوطن كريما أبيا مرفوع الرأس".
وأشار صميدة إلى أن معركة الدولة مع الإرهاب هى معركة وجود، وأنه لا يجب أن يكون الحل هو المواجهة الأمنية والعسكرية فقط، موضحا أنه يجب على الجميع التصدى لكل الأفكار المتطرفة والمغلوطة التى كادت أن تعصف بالبلاد، وأن تتحمل جميع مؤسسات الدولة مسئوليتها تجاه هذه الأفكار، قائلا "علينا مواجهة الفكر بالفكر، ولا نترك الساحة للمضللين وتجار الدين لكى يتلاعبوا بعقول أبنائنا الشباب، ونتركهم عرضة لهذه الأفكار المضللة الخاطئة التى لا تمت للدين الإسلامى ولا المسيحى بأى صلة لا من بعيد ولا من قريب، وعلينا أن نعلم أبنائنا أن الأديان السماوية نزلت لتبين الحق من الباطل وتدعو للتسامح والمحبة ولا تحث على القتل وإراقة الدماء دون وجه حق".
وفى ختام كلمته دعا الربان عمر صميدة رئيس حزب المؤتمر، أعضاء مجلس النواب ولجانه النوعية والهيئات البرلمانية للأحزاب والائتلافات البرلمانية لزيارة محافظة شمال سيناء لمساندة أرض الفيروز فى الخروج من محنتها الحالية، ومساندة أهلها.
ومن ناحيته قال سليمان الزملوط، رئيس مجلس الحكماء بحزب المؤتمر، إن أبناء سيناء بلغهم العديد من الأنباء، من قبل، عن زيارات مرتقبة لبعض اللجان البرلمانية لمحافظة شمال سيناء للوقوف على حقيقة الأوضاع بها، مضيفا "لكننا لم نر أى لجنة برلمانية هنا، وأوجه التحية لرئيس حزب المؤتمر وهيئته البرلمانية لمبادرتهم الشجاعة بزيارة المحافظة، لأن العديد من النواب يخشون تلك الزيارة".
وأكد الزملوط على أن سيناء مستقرة، وأنه لا صحة مطلقا لما يتردد ببعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية بأنها أرض معركة، لافتا إلى أن سيناء مرتبطة بمؤسسات الدولة، وأن الجيش والشرطة هما صمام الأمن والأمان.
كما أشار القيادى بحزب المؤتمر بشمال سيناء إلى أن القضية الأخطر فى هذا العصر هى مواجهة الإرهاب الأسود الذى انتشر فى ربوع العالم، موضحا أن العمليات الإرهابية هى لخلافات سياسية، رغم أن بعض الدول تصور الأمر كأنه معركة حكم، قائلا "هى معركة فكر وليست معركة حكم"، مطالبا وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر بالتدخل لتوعية الشباب.
فيما وجه الدكتور مجدى مرشد عضو مجلس النواب ونائب رئيس حزب المؤتمر رسالة لأهالى سيناء قائلا "لم نأتى لندعمكم أو نؤازر سيناء، ولكن أتينا لنتعلم منكم كيف يكون التحدى والصمود والشجاعة، نحن نستمد منكم القوة ونتعلم الرجولة والشرف والأمانة".
كما أشار مرشد إلى أن سيناء تحتاج إلى التنمية والبناء، وأن تظهر وتزدهر بها الحياة، مؤكدا على ضرورة الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتعليمية ورفع المستوى المعيشى حتى يتم القضاء على القلائل من بؤر الإرهاب، مضيفا "من بين أبناء سيناء الأشراف لا يوجد من ينتمى لتلك الفئة الضالة من الإرهابيين، ولكن يأتى إليها من كل صوب باعتبارها البوابة الشرقية للبلاد، والمواطن السيناوى بطبعه معتدل الفكر والمزاج ولا يميل إلى الشر والضرر إلا إذا أضير وتلك من شيم العرب".
كما أشاد عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان بالملحمة التى تُعزف بين القوات المسلحة والشرطة وأبناء سيناء الشرفاء، مؤكدا أن أعضاء مجلس النواب لم يتقاعسوا عن زيارة شمال سيناء، قائلا "لم ولن يتقاعس نائب عن زيارة سيناء، ولكنها ظروف أدت إلى تأخير هذه الزيارة، ونعدكم بأنها ستكون بداية لسلسلة لن تنتهى من وفود النواب، سيناء قادمة وستصبح قلعة من قلاع التقدم فى مصر والمنطقة".
كما أشار محمد خضير، القيادى بمجلس القبائل العربية إلى أن الإرهاب فى سيناء سلسلة تريد إدخال مصر فى ظلام دامس، مضيفا "لكن الدولة لها درع وسيف وقيادة سياسية واعية وجيش هم خير أجناد الارض وأبناء سيناء تدربوا على مواجهة ذلك منذ احتلال إسرائيل لتلك الأراضى".
واعتبر خضير أن ما يعانيه بدو سيناء أمر طبيعى وذلك حتى انقشاع الغمة عما قريب، والتى ستدخل بعدها الدولة فى مشروعات تنموية ،وتابغ: واثقون فى القيادة السياسية وما ينجزه الرئيس السيسي، وإن مصر غنية بأولادها وسنحتفل قريبا بدحر الإرهاب.
وفى السياق ذاته وجه وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب النائب أحمد حلمى الشريف الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة على ما يدموه من جهود ومواقف ودماء زكية فى سبيل إعمار البلد ووقف العدوان من فئة مستبدة أخوة الشيطان.
ولفت الشريف إلى ان مصر تحارب الارهاب وحدها للدفاع عن السلم والأمن الدوليين بوعى وحركات محسوبة الذى لا وطن أو دين له، مطالبا بلم الشمل العربي عبر مؤتمر الدول العربية فى الأردن وتابع: "قوتنا فى وحدتنا فلا يمكن ان تترك الأمور هكذا..".
من جانبه، أشار وكيل لجنة الزراعة النائب رائف تمراز إلى وجود العديد من المشكلات فى سيناء ومنها الأسمدة حيث تم الاتفاق مع محافظ الإسماعيلية لتخزين الأسمدة القادمة من البر الغربى للشرقى ومن له حصر زراعى سيحصل عليها.
من جانبه، وأشار عضو لجنة الشئون الاقتصادية النائب على عساسة إلى أن أهالى سيناء أمامهم مسئولية الحفاظ على أرضهم وبلدهم التى هى لكل المصريين ، محذرا من بث بعض القنوات التليفزيونية الدخيلة العدو التى لا تريد تقدم سيناء.