زيارة ناجحة تفتح صفحة ناصعة فى العلاقات المصرية الأمريكية ، حيث يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسى حالياً بزيارة نظيره الامريكى الرئيس دونالد ترامب ، و ذلك بعد فترة من العلاقات المتوترة بين البلدين خلال ولاية كلاً من بوش الابن و باراك اوباما ، و كان من اهم اسباب عدم الارتياح السياسى الذى ساد عهديهما ، هو دعمهما للملف التخريبى فى الشرق الاوسط ، أو ما سمى بالفوضى الخلاقة و الشرق الاوسط الجديد ، حيث كان هناك سعى لدعم الجماعات الارهابية المتطرفة فى الدول العربية لإحداث فوضى سياسية و اجتماعية ينتج عنها إعادة تقسيم الحدود الداخلية للدول العربية .
قصة يطول شرحها ، لكنها للأسف تحولت إلى واقع ، و طلّت علينا تلك الجماعات بأعلام الموت الاسود ، و على رأسها جماعة الاخوان المسلمين ، فلم تخف ادارة أوباما دعمها الكامل للإخوان فى دول عربية بعينها مثل مصر و تونس ، و دعما للجماعات الارهابية المسلحة فى دول عربية اخرى .
ثم آتى ترامب كمرشح رئاسى ليضرب بكل تلك المخططات عرض الحائط ، و يضع الاخوان بين المطرقة و السندان ، و يعلن صراحة نيته فى محاربة كل اشكال الارهاب بعد ان فضح دعم ادارة اوباما و هيلارى كلينتون المرشحة المنافسة له للتيار الدينى المتطرف فى الشرق الاوسط ، و مع اعتلائه منصب الولايات المتحدة زادت رهبة الاخوان من المستقبل المجهول الذى ينتظر تنظيمهم الدولى بعد أن احتضنته امريكا لسنوات طويلة و لفظه ترامب .
زيارة موفقة - هذا أقل ما يمكن أن يقال عنها – بين السيسى و ترامب ، لكنها بالنسبة للاخوان المسلمين عبارة عن " حرق دم " و قد ظهر ذلك ملياً فى ردود أفعالهم ، فلم تظهر هذه المرة اعلامهم و لا هتفاتهم كما كان يحدث فى السابق ، فقط على استحياء ظهرت أعداد قليلة غير مدفوعة بأى دعم يذكر ، وعلى المستوى الداخلى قد التزم الاخوان بالصمت التام تجاه الزيارة ، و تجاهلت مواقعهم الالكترونية التغطية الاعلامية لها بالرغم من ضخامة الحدث ، أما رد الفعل الذى أظهر خيبة أملهم فكان بالتقليل من أهمية الزيارة ، وكأن أذانهم صُمت و أعينهم أغلقت عن الحفاوة التى قابل بها ترامب السيسى ، و ردود الافعال الايجابية للزيارة ، حيث كتب جمال سلطان مقالا على موقع "المصريون" بعنوان " لا أعول كثيرا على نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأمريكا " يشرح فيه وجهة نظرة الضئيلة حول الزيارة ، أما موقع "جريدة الشعب الجديد" فقد نهجت نهج قناة الجزيرة فى خلق الاكاذيب ، حيث فخمت من الاصوات الرافضة للزيارة و هذا مغاير للواقع ، حيث لم تكن هناك مظاهرات ، فقط افراد قليلو العدد يرفعون شعارات رابعة ، و قد تصدت لهم الشرطة الامريكية ، و ألقت القبض على بعض العناصر التى حاولت الاعتداء على الوفد المرافق للرئيس السيسى ، أما موقع "رصد" فلعب على فكرة محامى الشيطان الذى أخذ يهاجم الدعم الامريكى للرئيس السيسى ، متغافلاً تباهى قيادات الاخوان ابان حكم محمد مرسى بحماية امريكا و ادارة اوباما لبقاء السلطة فى قبضتهم ، لكن الشعب المصرى لقنهم درسا قاسيا و استرد حقه فى السيادة بثورة 30 يونيو .