خلال تغطية الأحداث الدموية سواء العمليات الإرهابية أو التظاهرات، التى يقع بها ضحايا ومصابين، تكون المعلومات الأولية عن الحادث قليلة وغير مكتملة بل وغير دقيقة، وفى الوقت الذى يسعى فيه الصحفى إلى الدقة والتحقق من صحه خبره، يجد نفسه أمام مطرقة السرعة و المنافسة مع الجرائد والمواقع ، ومطرقة تأخر المصادر الرسمية عن الرد، فيقع ضحية "إشاعات الفيس بوك"، حيث يأخذ منها معلومات وينشرها على أنها حقائق دون الرجوع للمصدر الرئيسى الذى لا يعى احيانا ضرورة سرعة التعاطى مع الحدث.
وقد رصدنا خلال تغطية الصحفيين للعمليتين الإرهابيتين بكنيستى المرقسية بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا، 6 أخطاء كارثية، لنقع كأبناء المهنة بين خيارين إما نعترف ونتعظ من أخطائنا حتى لا نكررها أو نتجاهل ونتجاوز ما وقعنا به من أخطاء حتى لا ندان، ولكننا نفضل الاعتراف بل والاعتذار أيضا، وأليكم 6 أخطاء كارثية وقع بها الصحفيون خلال التغطية.
1 - البابا تواضروس لم يخلع "صدريه" القداس
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك خبرا نصه :"قداسة البابا تواضروس الثاني بعد سماعه بالانفجار، قداسته قد خلع الصدرة التي يرتديها والتي تعبر عن الفرح وقد استكمل القداس بدونها وسط حزن شديد ظهر على وجه قداسته"، لينتقل الخبر بعدها للمواقع الإخبارية دون تحقق.
وهو ما نفاه القس أنجيلوس إسحق، السكرتير الشخصي للبابا قائلا: إن البابا لم يخلع الصدرة إلا بعد انتهاء القداس، والصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي له كانت بعد الصلاة، مشيرًا إلى أن البابا والأساقفة والقساوسة المشاركين استكملوا القداس بشكل طبيعي حتى النهاية.
البابا تواضروس عقب انتهاء قداس أحد الشعانين بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية
2 - الطفل مينا لم يمت
نشر أيضا رواد الفيس بوك صورة لطفل يبدو فى المرحلة الابتدائية مرتديا ذى الشماس- يتم ارتدائه داخل صلاة القداس- ويحمل صليبا وتاجا من الزعف أمام هيكل الكنيسة، وتداول بعض المواقع الإخبارية خبر الوفاة ونشرت صورته بل وضع البعض صورته من ضمن صور شهداء الكنيسة فى الجناز الذى أقيم فى طنطا، ألا أن الحقيقة هى أن الطفل يعيش بدولة الكويت مع أسرته ويدعى مينا، وقامت أسرته بالاتصال بأقاربهم وأصدقائهم لتوضيح حقيقة الموقف وأنه على قيد الحياة.
الطفل مينا فى صور الشهداء بكنيسة مار جرجس بطنطا
الطفل مينا فى كنيسة بالكويت
3- جنازة شهداء طنطا لم تكن بكنيسة الشهيد أبانوب
نشرت الصفحة الرسمية لاتحاد شباب ماسبيرو معلومة مغلوطة عن مكان جنازة الشهداء، جاء بها:" جنازة شهداء طنطا سوف تكون فى العاشرة مساء اليوم بكنيسة الشهيد ابانوب بطنطا"، إلا أن الجنازة الحقيقة كانت بكنيسة مارجرجس التى تم بها العمل الإرهابى.
منشور على الفيس يعلن أن العزاء بكنيسة الشهيد أبانوب
4- الضابط لم يحتضن الانتحارى
تداول رواد موقع الفيس بوك، صورة للشهيد المقدم عماد الركايبى، المكلف بالتأمين أمام كنيسة مارمرقس بالإسكندرية،وأنه استشهد إثر تصديه وطاقم الحراسة لانتحارى حاول تفجير نفسه بالكنيسة، ونشرت بعدها مواقع إخبارية مضمون ما تم تداوله، إلا أن الكاميرات الموضوعة أعلى الكنيسة والتى تم بث فيديوهاتها على القنوات الفضائية أكدت أن الضابط كان بمكانه ورفض دخول الانتحارى بجانب البوابة الإلكترونيه، ليدخل بعدها من باب البوابة الإلكترونية ويفجر نفسه بها.
الانتحارى أمام الكنيسة المرقسيبة
المقدم عماد الركايبى
5 –صورة السيد المسيح لم تقطر زيتا مقدسا
ومن ضمن الاشاعات التى رددها بعض المتواجدين داخل كنيسة مارجرجس بطنطا، نزول زيت من صورة السيد المسيح ودخوله أرض أورشليم، وتم نشر الخبر، فى بعض المواقع .
صورة السيد المسيح بكنيسة مارجرجس بطنطا
6- لم تكن هناك قنابل فى كنائس أو محافظات أخرى
تداول رواد الفيس بوك أيضا إشاعات بوجود عبوات ناسفة أخرى تستهدف كنيسة الأنبا موسى بالمنشية و كنيسة السيدة العذراء بالعصافرة، وأخرى بأسوان، وقد نشرت بعض المواقع ذلك، إلا أن الأمن نفى ذلك تماما.
كما أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات، بيانا طالبت خلاله وسائل الإعلام الأجنبية المقيمة في مصر بالالتزام بمراعاة الدقة والمصداقية في التغطية الإعلامية لحادثي التفجيرات الإرهابية اللذين وقعا بكنيسة مارجرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية، مضيفا، يتعين على المراسلين ضرورة استقاء المعلومات والأرقام الخاصة بأعداد الضحايا والمصابين من مصادرها الرسمية وعدم الانسياق وراء المغالطات أو المعلومات غير الدقيقة.