قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اشكالية ضعف الأحزاب السياسية وعجزها عن الدفع بمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية تتمثل فى وجود مشكلات هيكلية داخل الأحزاب، التى تحول بينها وبين إفراز كوادر سياسية والمبادرة بممارسة سياسية حقيقية، عبر طرح بعض الوجوه للانتخابات الرئاسية، فمنذ ثورة يناير وحتى 30 يونيو لم يحدث حراك داخل الأحزاب.
وأضاف "فهمى"، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن بعض الأحزاب الجديدة، مثل المصريين الأحرار، لم تأخذ المسار الطبيعى لنشأة الأحزاب، ومن ثم بدأت الانشقاقات والصراعات داخلها بصورة كبيرة، شأنها فى ذلك شأن الأحزاب الصغيرة أو "الكرتونية"، موضحا أنه كان يُفترض بعد 7 سنوات من ثورة يناير أن تصل الأحزاب لمرحلة أفضل مما هى عليه الآن.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الأحزاب المصرية فشلت فى استقطاب عناصر جديدة، ولم تدخلها القوى المستدعاة والفاعلة فى الحياة السياسية كالشباب، وظلت العناصر القديمة منذ فترة مبارك قابضة على مراكز صنع القرار داخل الأحزاب، موضحا أن هناك أسبابا عديدة أدت لما وصلت له الأحزاب المصرية الآن، فى ظل عدم وجود برامج واقعية أو ممارسة سياسية بعد الثورة، ورفع الدولة يدها عن الأحزاب فى التمويل، واختلاط المال بالنفوذ السياسى داخل الأحزاب.
وانتقد الدكتور طارق فهمى عدم وجود تنشئة سياسية داخل الأحزاب، وعجزها عن إفراز جيل جديد من الكوادر، وعدم تطور برامجها ليتعامل معها الجمهور، وفشلها فى استدعاء الشخصيات، ليصبح كل ما يظهر منها الآن العناوين فقط، متابعا: "كل هذه الأسباب جعلت حزب الوفد على ما هو عليه، وبدأ التجمع فى الاندثار، الأحزاب لا تتعامل مع المواطن وبالتالى فإنه يتعامل معها باعتبارها غير موجودة، ومن جانبها تكتفى بأنشطة ليست من مهمتها، كسفريات الحج والعمرة والأنشطة الاجتماعية التى لا علاقة لها بالسياسة، غير أنها لا تتعامل مع المشكلات الحقيقية التى يواجهها المجتمع، وتقف مكتوفة الأيدى أمام القضايا المهمة، ومنها مثلا محاربة الدولة للإرهاب".