"قلبى على والدى انفطر وقلب ولدى عليا حجر" جملة تصف هذه القضية، فبعد أن ضحت الأم طوال عمرها، جاء ابنها ليكافئها بالقتل، إنها قصة مؤسفة بطلها موظف أقدم على قتل أمه بسبب عدم قدرتها على إمداده بأموال لشراء شقة جديدة.
الابن العاق يدعى "محمد.أ.ح" 46 عاما موظف بالجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لم يحنو يوما على والدته رغم كبر سنها الذى تخطى 80 عاما، فأصبح يعاقبها فى كل زيارة لها بالضرب المبرح، خاصة أنها تعيش بمفردها بعد وفاة الأب، الابن العاق لم يكتف بضرب الأم فقط بل أجبرها على جلب الأموال له من الجيران على أمل السداد فيما بعد، فأصبحت الأم المسكينة مديونة لجميع جيرانها وهى فى هذا العمر.
اعتاد الابن على ممارسة هذه الأفعال خلال 10 سنوات ماضية، فى كل مرة يذهب إلى منزل والدته، حتى أن جيران الأم نصحوها بتحرير محضر لعدم تعرض ابنها إليها مرة أخرى، لكنها كانت دائما ترفض بقلب الأم، مؤكدة أنه مهما فعل ابنها لن تضره أبدا، لكنها لم تكن تعلم أبدا أن نهايتها ستكون على يده دون رحمة.
قبل الحادث بثلاثة أيام ذهب الابن العاق لوالدته طالبا مبلغ مالى لشراء وحد سكنية جديدة تلبية لرغبة زوجته، إلا أن الأم أخبرته أنها لا تملك هذا المبلغ، فأجبرها على التوسل لجيرانها لتدبير المبلغ المالى، وأمهلها يومين فقط، وتركها تتذلل وحيدة يائسة من أجل ابنها، لكنها لم تستطع تدبير المبلغ نظرا لعدم ثقة الجيران فى ابنها وتعدد ديونه فى الفترة الأخيرة.
فى صباح يوم الحادث ذهب الابن لوالدته طالبا الأموال لكنه لم يجد سوى دموع والدته لخزنها بسبب عدم قدرتها على تلبية طلبه، لكن الدموع لم تشفع للأم عند ابنها فانهال عليها بالضرب والسب حتى خارت قواها ووقعت على الأرض، فجثم فوقها وأطبق بيديه على عنقها وفمها وأنفها، حتى فاضت روحها.
بعد قتل الأم بساعات أبلغ الأهالى قسم شرطة الدرب الأحمر عن الجريمة، فبدأ فريق مباحث القسم التحريات وألقى القبض على محمد أحمد حسن، بتهمة قتل والدته "عطيات.ر.س"، وبمواجهته اعترف بارتكابه الجريمة بقصد الحصول على الميراث وبيع ممتلكات الأم لشراء سكن جديد.
وأكمل الابن خلال التحقيقات عن جريمته: " قتلتها عشان كنت محتاج فلوس أجيب شقة جديدة، قلت لها هقتلك وهبيع البيت ده، قتلتها وخدت من أيديها الخاتم بتاعها وهربت"، كاشفا آخر كلمات والدته قبل توديع روحها للدنيا قائلا: "قالت لى لو موتى يابنى هيريحك موتنى بس تبقى مبسوط فى الدنيا، أنا مش زعلانة منك".
وكشفت تحريات النقيب شرطة أحمد طارق معاون مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر السرية صحة قيام المتهم بإزهاق روح المجنى عليها بسبب رغبته فى ميراثها، حيث قام عقب ذلك بالاستيلاء على خاتم ذهبى مملوك لها.
وأحالت نيابة الدرب المتهم لمحكمة جنايات القاهرة لمحاكمته بتهمة القتل العمد، وسرقة أمه بعد قتلها وحيازة أسلحة نارية وبيضاء دون تصريح.
وعاقبت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار صبحى اللبان، محمد أحمد حسن بالسجن المؤبد لقتله أمه مع سبق الإصرار والترصد.
صدر الحكم برئاسة المستشار صبحى اللبان، وعضوية المستشارين هانى عبد الحليم، ومحمد شعبان، خالد أبو الليل، وأمانة سر علاء حمزة، وإسلام عاشور.