لا يستحق هذا الرجل أن يطلق عليه لفظ " أب " ،هذه الكلمة ليست مجرد وظيفة ، وإنما هى إحساس فى المقام الأول ، الجرائم التى ارتكبها المتهم بمساعدة زوجته الثانية ، وتتولى التحقيق فيها نيابة الخليفة برئاسة المستشار إسلام شكرى، وتحت إشراف المستشار أحمد عز الدين عبد الشافى المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة ، تؤكد أن الضحية وشقيقاتها كن يعشن فى " سلخانة " بمعنى الكلمة ، وربما كان القدر رحيما بالضحية التى لم يتجاوز عمرها 6 سنوات بأن صعدت روحها الى السماء لأنها تستحق الرحمة .
تفاصيل تلك الجريمة بدأت مع تلقى رجال مباحث قسم شرطة الخليفة، بلاغا بالعثور على جثة طفلة أسفل كوبرى المقطم اتجاه صلاح سالم، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطفلة فى العقد الأول من العمر "مجهولة الهوية" وترتدى ملابسها كاملة وملفوفة بقطعة من القماش، وبها إصابات عبارة عن آثار حروق وسحجات بالظهر والذراعين وتجمع دموى بالعينين، وتم نقلها إلى مشرحة النيابة.
وبسؤال "حمدى ع م" 58 سنة، سمكرى سيارات، قرر بأنه حال سيره مترجلا بمحل البلاغ عثر على جثة الطفلة، ونفى علمه بملابسات الواقعة، ومن خلال النشر عن الجثة بأوصافها بمواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" وردت معلومات لفريق البحث من أحد المتواصلين بالموقع بتعرفه على صورة المجنى عليها.
ومن خلال الفحص تبين أنها "روان إ ف" 5 سنوات، وأمكن التوصل إلى أن المجنى عليها تقيم طرف كلا من والدها "إسلام . ف . ع" 34 سنة، صاحب محل علافه، وزوجة والدها "أمل. ف. م" 33 سنة، مشرفة بمدرسة بالمقطم، صحبة أشقائها (نيفين 4 سنوات، تاليا سنتين ) وأشقائها من زوجة والدهم كل من (حمزة 3 سنوات، جنا 9 سنوات، ياسن8 سنوات ).
وبتكثيف التحريات أمكن التوصل الى أن والدة المجنى عليها "هبه ا أ" 36 سنة، ربة منزل، تركت مسكن الزوجية منذ حوالى 5 أشهر وأن كلا من الأول والثانية ، دائما التعدى بالضرب وتعذيب المجنى عليها وشقيقتيها ومعاملة أنجال الثانية معاملة كريمة وأنهما وراء إحداث ما بها من إصابات أدت إلى وفاتها.
كما أشارت التحريات إلى عدم قيام والد ووالدة المجنى عليها بقيدها أو أيا من شقيقتيها بدفاتر المواليد أو إلحاقهن بمراحل التعليم الأساسي، فتم ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وقرر الأول أنه بتاريخ 13 مارس الجارى، وعقب توجه المتهمة الثانية لعملها تاركة المجنى عليها وشقيقتيها صحبته اكتشف قيامهن بتناول وجبة غذائية له سبق وأن أعدتها المتهمة الثانية مما أثار حفيظته فقام بالتعدي عليهن بالضرب بقصد التأديب وانتقاما منهن لعدم الامتثال لأوامره بعدم تناول الطعام.
وأضاف المتهم أنه عقب عودة المتهمة الثانية قامت بالتعدي عليهن بالضرب وتعدت على المجنى عليها باستخدام بشاكوش وقيدتهن بالحبال لذات السبب، وفى وقت لاحق فوجئا بإصابة المجنى عليها بحالة إعياء شديد ووجود إفرازات تخرج من فمها، فحاولا اسعافها عن طريق الاتصال بأحد الصيادلة أمكن تحديده دون الافصاح عن سبب حالة الإعياء، وطلب منهما الأخير احضار الفتاه للصيدلية عمله لمناظرتها، إلا أنها توفت فقاما بوضعها داخل ملاءة ثم داخل جوال وقاما بالتخلص منها بمكان العثور باستخدام سيارة ربع نقل تحمل ارقام أ م ب 2948 نقل " ملك المتهم الأول".
وبمواجهة المتهمة الثانية بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدتها، وبمناظرة أشقاء المجنى عليها كلا من ( تاليا ، نيفين ) تبين إصابتهما بكدمات وسحجات وتجمعات دموية بأماكن متفرقة بالجسم من اثار التعدى عليهما بالضرب، وتم بإرشادهما ضبط سلك كهربائي ،حبل غسيل ، مجموعة من العصى ،مفتاح انجليزى ، بشاكوش ( المستخدمين في ضرب وتعذيب المجنى عليها وشقيقتيها ) ، والسيارة المستخدمة فى نقل الجثة والتخلص منها.
لهذه الجريمة المأساوية جزء أخر رواه لـ " انفراد " جيران المجنى عليها الطفلة " روان " ، حيث قالت " أم فارس " إنها شاهدت المتهمين يوم الحادث وهما خارجين بالطفلة الضحية الساعة 12 بعد منتصف الليل، ووضعوها فى سيارة نصف نقل ملك المتهم ، ولكن قبل ذلك كان هناك أصوات استغاثة وضرب .
فيما قالت الحاجة أم شريف ، إن الطفلة الضحية نجت من الموت من فترة " بمعجزة " بعدما قام والدها بالقائها من بلكونة الشقة بالدور الرابع ، وتمكن ابنى وأخرين من الجيران من إنقاذها .
وأضافت أم شريف ، عندما سألت والدها عنها قال لها أنها بنته من زوجتة الأولى ، وعندما حضرت زوجتة الثانية الحديث ، قال إنها ابنة شقيقته ، ورفض علاجها فى أى مستشفى ، مشيرة الى أن روان وأخواتها حضرن للعيش مع ابيهن منذ 7 أشهر ، ومنذ ذلك الوقت كان الرجل وزجته دائمى الاعتداء على البنات بالضرب وحبسهن سواء فى المحل الذى يملكه أو فى بلكونة الشقة ، مؤكدة أن أثار التعذيب والضرب كانت واضحة جدا طوال الوقت على البنات .
وقال شريف صلاح ، " مالك كافتريا " ، أن الطفلة الوسطى شقيقة المجنى عليها ، عندما حضر رجال الشرطة للمنزل دخلت المطبخ وأحضرت لهم أدوات التعذيب التى تستخدم فى الاعتداء عليهم، ومنها عصا مقشة ، وشاكوش ، ومفك كان يستخدمه فى تعذبيهم وتخريم أجسادهن .
وأضاف شريف صلاح ، عندما كان الجيران يعاتبون الرجل وزوجتة على ضرب بالبنات بهذه القسوة ، كانت زوجتة تقول إنهن " يتبولن على أنفسهن " ، وعن واقعة إنقاذه الضحية بعد القائها من بلكونة الدور الرابع منذ 4 شهور ، قال شريف ، أنه كان فى شقته المقابلة لشقة الضحية ، وكالعادة بعدما سمع أصوات صراخ البنات ، بالصدفة ، شاهد الطفلة وهى تمسك فى حبال الغسيل وعلى الفور نزل بسرعة وتمكن بمساعدة الأهالى من التقاطها بعد سقوطها من البلكونة ، فيما قررت نيابة الخليفة حبس المتهم وزوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات، = وأمرت بتشريح جثة الطفلة الضحية لبيان سبب الوفاة، وكلفت الطبيب الشرعى بإعداد تقرير فنى حول الصفة التشريحية للجثمان .