عادة ما تنتهى الخلافات الأسرية، والمشاحنات الزوجية بالتصالح، تذوب الاشتباكات بين كلمات الحب، ويقبل الطرفين بتناسى الإساءة، لاستكمال الحياة المليئة بالأحداث، إلا أنها فى بعض الأوقات تكون لها نهاية أخرى، خاتمة مأساوية يرفض خلالها الزوجين العودة إلى المسار الطبيعى للحياة، ويفشل أحدهما فى تقبل الأمر، فيضع نهاية لتلك الضغوطات التى يعجز عن تحملها، بالتخلص من حياته.
تلك النهاية شهدتها منطقة كرداسة، حيث انتحر عامل بشنق نفسه داخل مسكنه، بعد أن وصلت الخلافات بينه وبين زوجته إلى ذروتها، لتترك الزوجة شقة الزوجية وتعود إلى مسكن أسرتها، بينما يجد الزوج نفسه وحيدا فينهى حياته بالانتحار.
"عز.م" صاحب الأربعين عاما عامل يقيم بشقة بمدينة كرداسة بصحبة زوجته وأبنائه، منذ شهر وصلت الخلافات بينه وبين زوجته إلى أعلى مستوى لها، فتقرر الزوجة ترك المنزل والتوجه إلى مسكن أسرتها، لحين الفصل فى تلك الخلافات المتكررة بينهما.
تأثرت الحالة النفسية لـ "عز" الذى وجد نفسه وحيدا، محاطا بأفكار سوداء، حتى تملكت منه وأصبح يميل إلى إنهاء حياته للتخلص من الضغوط التى يتعرض لها، حتى قرر تنفيذ مخططه، أحضر قطعة قماش، واستخدم كرسى فى توصيلها بــ"جنش" حديدى بسقف صالة شقته، مستغلا تواجده بمفرده، ثم لف طرف القماشة حول رقبته، ودفع الكرسى بقدميه لتضغط المشنقة التى صنعها لنفسه على رقبته لتنتهى حياته خلال لحظات.
عدة دقائق مرت عقب انتحار "عز"، حتى وصل ابنه البالغ من العمر 12 عاما، طرق على الباب إلا أنه لم يتلقى أى استجابة من والده، كرر الطرق على الباب لعلمه أن والده بالداخل، حتى يأس من الرد، فقرر الاستعانة بجارته التى تقيم بذات العقار، وتمكنت بمساعدة الابن من فتح الباب، ليكتشفا انتحار والده بشنق نفسه، حيث عثرا عليه معلقا من رقبته بسقف الصالة.
سارعت الجارة للاستغاثة بباقى الجيران، حتى تجمع عدد منهم، ووصل أفراد أسرة "عز"، أبلغوا مركز شرطة كرداسة بواقعة الانتحار، وفور وصول رجال المباحث تم إجراء مناظرة للجثة، ومعاينة للشقة.
وذكر شقيقه، أن الدافع وراء انتحاره، إصابته بأزمة نفسية بسبب ترك زوجته الشقة، نتيجة الخلافات الزوجية المتكررة بينهما، نافيا للمقدم إسلام سمير رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة، وجود شبهة جنائية فى الوفاة.
حرر العميد خالد كامل مأمور مركز شرطة كرداسة محضرا بالواقعة، وتم نقل الجثة إلى المشرحة، نفيذا لقرار النيابة العامة بتشريحها والتصريح بدفنها، وتولت التحقيق.